تعرض نقيب الصُحفيين التونسيين “ناجي البغوري” لموجة انتقادات واسعة، على خلفية زيارته لدمشق مؤخراً مع وفد من اتحاد الصُحفيين العرب، ولقائة رئيس النظام بشار الأسد.
وقبل أيامٍ من الزيارة كتب البغوري على صفحته في موقع “فيسبوك” تعليقاً حول زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبلاده قائلاً: “دم الخاشقجي لم يبرد بعد، القاتل بن سلمان لا أهلاً ولا سهلاً بك في بلد الانتقال الديموقراطي، تونس”.
وتناقل صحافيون وناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة البغوري ضمن وفد من الصحافيين، استقبلهم الأسد في دمشق يوم الاثنين الماضي، متهمينه باتخاذ مواقف متناقضة من القضايا العربية، حيث ندد بزيارة بن سلمان لبلاده، وفي المقابل هرول لزيارة الديكتاتور الأسد المتهم بارتكاب مجازر جماعية ضد شعبه، وفق تعبيرهم.
وكتب الباحث التونسي سامي براهم على صفحته مخاطباً البغوري: “تُندد بزيارة بن سلمان وتُسابق لزيارة أبي البراميل المتفجّرة! المبادئ لا تتجزّأ”.
في حين كتب الإعلامي غسان بن خليفة قائلاً: “نقيب الصحافيين أخطأ بلقائه الدكتاتور بشّار الأسد. فبغضّ النظر عن موقفنا من الصراع في سوريا، فإنّ ذلك لايجعل من الأسد، المؤكّد ضلوعه ونظامه في جرائم ضدّ معارضيه الوطنيين وجزءًا من شعبه، بطلاً مقاومًا كما يصوّره إعلام محور الممانعة”، وفق “القدس العربي”.
وأصدر نقابة الصحافيين التونسيين بيانا أكدت فيه أن البغوري التقى الأسد بصفته نائبا لرئيس اتحاد الصحافيين العرب وليس كممثل عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
إلا أن بيان النقابة لاقى ردود أفعال غاضبة أيضاً، حيث أُستهل البيان بكلمة “تتفهم”، وأعقبها بوصف الأسد الذي قتل وأخفى وشرد ملايين السوريين بـ”الرئيس السوري”، وأنهى بالتأكيد على “المواقف المتجذرة و المنحازة إلى قضايا الصحفيين والشعوب في التوق للحرية والكرامة”، مدعياً أنها لن تتغير قبل اللقاء الأخير وبعده”.
يذكر أن سوريا وُضعت في قاع الترتيب العالمي وهوت إلى دركات لم تبلغها أكثر البلدان تخلفاً وعداءً لحرية التعبير، وآخرها حصول “سوريا الأسد” على المركز 177 من أصل 180 بلداً في المؤشر العالمي لحرية الصحافة لعام 2018، الذي يصدر سنوياً عن منظمة “مراسلون بلا حدود”.