بدأ محلج القطن بمدينة الحسكة منذ نحو أسبوع بعملية بيع القطن الخام للتجار بعد شرائه من مزارعي المحافظة.
يأتي ذلك على الرغم من قيام الإدارة الذاتية بتجهيز وترميم المحلج الذي توقف عن العمل منذ عام 2013، حيث بات المحلج بعد ترميمه وتجهيز كافة الآلات فيه مكاناً لتجميع وتخزين القطن، ومن ثم بيعه للتجار الذين بدورهم يقومون بإرساله لمحافظة حماة.
وحول هذا الموضوع، قال مسؤول بمحلج القطن بمدينة الحسكة لمراسل حلب اليوم: “استمر العمل على ترميم المحلج نحو عام كامل، بعد نحو 5 سنوات من خروجه عن الخدمة نتيجة الضرر الكبير الذي لحق به وعمليات السرقة خلال السنوات الأولى من الثورة السورية”.
وتابع المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه: “بلغت تكلفة إعادة تأهيل المحلج نحو 425 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 1 مليون دولار، ليدخل إلى الخدمة بعد نحو عام كامل على عمليات الصيانة”.
وأضاف المسؤول: “نظراً لسوء محصول القطن هذا العام والأمراض التي أصابت جوزة القطن، بات من الصعب حلج هذا المحصول، لأنه بالنهاية سيخسر المحلج ولن يكون هناك أي فائدة (على حد قوله)، لذا تمت عملية بيع القطن للتجار الذين بدورهم يقومون بإرساله لمحافظة حماة الخاضعة لسيطرة النظام”.
وقال المسؤول: “إن كمية محصول القطن الذي تم استلامه هذا الموسم من المزارعين قدرت بنحو 17 ألف طن”، مشيراً إلى أنه “سيتم إعتماد خطة جديدة العام المقبل لتحسين محصول القطن وحلجه وغزله”.
في حين قال المزارع من مدينة الحسكة (خلدون العكلا) لمراسل قناة حلب اليوم: محصول القطن هذا العام كان خاسراً للغالبية العظمى من الفلاحين نتيجة إصابة جوزة القطن بمرض دودة القطن التي أفرغت الجوزة من محتواها.
وأضاف (العكلا): “بلغت خسارتي نحو 700 ألف ليرة سورية بمساحة زراعية بلغت نحو 60 دونماً فقط، دفعنا الكثير من الأموال على الأسمدة والأدوية والمحروقات، إلى جانب العمال الذين قاموا بجني المحصول وتحميله ومختلف التكاليف الأخرى، كما قمنا ببيع القطن ب 260 ليرة سورية عن كل 1 كغ”.
في حين أشار المهندس الزراعي (سامر كيكي) إلى وجود مسببات كثيرة أدّت لتضرر محصول القطن هذا العام وأهمها عدم استخدام الأدوية المناسبة إلى جانب وجود الكثير من الأدوية في الأسواق ليس عليها تاريخ صلاحية أو تاريخ انتهاء، مرجحاً أن تكون هذه الأدوية فاسدة وغير صالحة.
وقال (كيكي) إنّ من أسباب تضرر محصول القطن في هذا العام عدم برودة الأجواء وتشكل الصقيع، الأمر الذي ساعدة دورد القطن بتجديد دورة حياتها والتكاثر” مضيفاً أن من هذه المسببات “قلة الخبرة لدى الكثير من المزارعين الذين لا يلتزمون بقوانين علمية ولا يستشيرون مهندسين فيما يخص ضرورة تجديد الدورة الزراعية لأراضيهم من خلال التنويع في المحاصيل التي يزرعونها” مؤكداً أنه “من الخطأ زراعة نفس المحصول لعدة سنوات في المساحة الزراعية ذاتها”.
يشار إلى أنّ محلج القطن الواقع في حي المشيرفة بالمدخل الغربي لمدينة الحسكة تعرض للكثير من الضرر والتلف وسرقة وتخريب معدتها وعمليات حرق مفتعلة قبيل خسارة قوات النظام مناطق سيطرتها لصالح القوات التابعة للإدارة الذاتية.