موتٌ بصمت في قلب الصحراء، حيث يُحتضر مخيم الركبان الذي يضم نحو خمسين ألف نازح، يعانون الجوع والمرض والحصار
الأوضاع الإنسانية في المخيم القريب من الحدود الأردنية، تزداد سوءاً، وسط نقص في الغذاء والمعدات الطبية، فضلاً عن استمرار الحصار الخانق من قبل نظام الأسد، واستمرار الأردن بإغلاق حدودها، وفق تقارير حقوقية.
حالات الوفيات في المخيم تزداد يوماً بعد يوم، كان آخرَها وفاة شابة، كانت تعاني مِن الإسهال ونقص الغذاء الشديدين، ما تسبب بفقر دم حاد أدى إلى وفاتها، بعد رفض النقطة الطبية التابعة لليونيسف نقلها إلى المستشفى.
سوء التغذية والجفاف والحصبة والليشمانيا والإسهال الحاد والتهاب الكبد إي، هي أبرز الأمراض المنتشرة في مخيم الركبان، بحسب توثيق مركز شام الطبي الوحيد في المخيم، والذي أفاد بانعدام أدوية الأمراض المزمنة كالضغط والقلب والسكري، وفقدانِ خافضات الحرارة وأدوية الالتهابات، مشيراً إلى أن عمل الممرضين البالغ عددهم أربعة عشر ممرضاً يقتصر على الإسعافات الأولية.
ومع نداءات الاستغاثة للمنظمات الإنسانية والدولية بإنقاذ نازحي الركبان من الموت، يبلغ ممثلون عن الأمم المتحدة الإدارة المدنية في المخيم بالحصول على الموافقة لإدخال مساعدات إنسانية، فيما أبدى منظمة الدفاع المدني السوري استعداده للتدخل ومساعدة المدنيين المنكوبين في المخيم، مطالبة الأمم المتحدة بتسهيل مرور كوادرها.
وسط كثبان الرمال، ينتظر الهاربون من الموت جرعة حياة، على حدود وطن يفترض أن لا حدود له، في مخيم بات يسمى “مخيم الأحياء الأموات”.