الإنسانية تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة، في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية. فمقومات ما كانت تسمى تجاوزاً بالحياة تتضاءل، بعد أن أدارت آخرُ النقاط الطبية ظهرها لنحو خمسة وأربعين ألف نازح في المخيم، وأطبقت قوات النظام الحصار عليهم.
أربعة عشر نازحاً داخل المخيم المحاصر بينهم أربعة أطفال وامرأتان، هم حصيلة مَن توفي خلال الأسبوعين الفائتين، نتيجة سوء الرعاية الطبية وحالات سوء الغذاء الشديدة، وفقاً لما وثقه فريق منسقي الاستجابة، وأشار الفريق إلى اتباع نظام الأسد ما يعُرف بسياسة الجوع أو الاستسلام، بهدف إجبار النازحين على العودة إلى مناطق سيطرته.
المطالبة بكسر الحصار وإدخالِ المساعدات الإنسانية والطبية، كانت الغاية التي نَظم من أجلها قاطنون في المخيم وقفة احتجاجية، مستنكرين ما وصفوه بإهمال مطالبهم من قبل المنظمات الإغاثية والأمم المتحدة والمملكة الأردنية.
مناشدة أخرى لإنقاذ ما يمكن من حياة داخل المخيم، أطلقها المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مطالباً من أسماهم “جميع أطراف النزاع في سوريا وأولئك الذين لهم نفوذ عليهم”، بالتدخل لتسهيل وصول الخدمات الصحية والأساسية إلى المخيم، منوهاً أن “كرامة الإنسان في حدها الأدنى”.
إثر ضغط روسي أغلق الأردن المنافذ الواصلة إلى المخيم منذ حزيران الماضي، ليغدو شريكاً لنظام الأسد وروسيا في الحصار، على ما يشير مراقبون.