بعد إتمام اتفاقيات المصالحة والتسوية مع قادة الفصائل في درعا، بدأت تظهر على الساحة تشكيلات عسكرية جديدة، بعضها يتبع للنظام وبعضها الآخر لقاعدة حميميم العسكرية الروسية بشكل مباشر.
اتفاق جديد توصلَ إليه الوفد الروسي، بعد اجتماع مع وجهاء وقيادات سابقة في فصائل المعارضة، في بلدة طفس بريف درعا الغربي، تضمن تشكيل جهاز أمن عسكري جديد في المحافظة، ووفق ما أفاد مراسل حلب اليوم فإن الجهاز الأمني يرتبط إدارياً بقاعدة حميميم العسكرية على الساحل السوري، دون رجوعه لأجهزة نظام الأسد، ودون وجود أي سلطة للنظام عليه.
الجهاز الأمني الجديد جاء بديلاً عن الفيلق الخامس الذي روَّجت له روسيا، ثم عمدت إلى حله لاحقاً في ريف درعا الغربي، بعد رفض عناصره التوجه لقتال المعارضة في الشمال السوري.
الجانب الروسي وضع حينها خيارين أمام عناصر الفيلق المنحل، أحدهما يقضي بانضمامهم لصفوف الفرقة الرابعة في جيش النظام، فيما يوجب الثاني على العناصر الالتزام بمنازلهم حتى يلتحقوا بالخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، بعد انتهاء مهلة الستة أشهر التي نص عليها اتفاق التسوية.
ولإتمام الاتفاق اشترط الوفد الروسي على أبو مرشد البردان القائد السابق للفيلق الخامس، إرسالَ قوّاته لقتال تنظيم الدولة في بادية السويداء إلى جانب مقاتلي النظام، بدلاً من إرسالهم إلى الشمال السوري.
مراسل حلب اليوم أكد بأن عدد المنضمين للتشكيل الجديد بلغ ستمئة مقاتل، قدّموا أوراقهم للتجنيد عبر مكتب تديره القوات الروسية في المنطقة، بينما كان قوام الفيلق الخامس قبل حلّه يبلغ ألفاً وسبعمئة عنصر.
ولأن القبضة الروسية هي المسيطرة والحاكمة في الجنوب السوري، لا تنفك الشرطة الروسية توجه الإهانات لعناصر النظام الذين لا يعلو صوتُهم فوق صوت الحلفاء، وبحسب مراسل حلب اليوم فإن القوات الروسية أحرقت حاجزاً للأمن العسكري يتبع للنظام واعتقلت عناصره، على خلفية شكوى مقدمة من الأهالي ضدهم بسبب انتهاكاتهم المتكررة، في حادثة ليست الأولى من نوعها في درعا، منذ عودتها لسيطرة نظام الأسد.