ما يزال مصير إدلب محط مداولة في أروقة السياسية الدولية، بانتظار توصل الفرقاء إلى توافق ما، درءاً لعمل عسكري يكاد لن يسلم أحد من تبعاته.
حصول تركيا على مزيد من الوقت لفصل المعارضة المعتدلة عن تلك التي توصف بالمتشددة في إدلب هو السيناريو الأول الذي تحدث عنه تقرير حديث للمركز العربي للأبحاث في ضوء فشل قمة طهران الأخيرة، إلا أن المركز رأى أن احتمال نجاح هذا السيناريو ضعيف بسبب رفض روسيا منح تركيا الوقت لإتمام ذلك.
الطرح الثاني يتحدث عن عملية محدودة لروسيا وقوات النظام، لدفع تركيا والفصائل المقربة منها إلى الدخول في مواجهة مسلحة للقضاء على الجماعات التي تعتبر متشددة، وفق تقرير المركز، كما يشير السيناريو إلى احتمال قيام روسيا بعملية عسكرية تهدف لتأمين قاعدتها الجوية في حميميم، عبر إبعاد الفصائل أكثر باتجاه الشمال، مع إمكانية سعي قوات النظام للسيطرة على الطريق الدولي بين حلب وإدلب، وفقاً للتقرير ذاته.
السيناريو الثالث الذي أورده التقرير واستبعده في الوقت ذاته، يحتمل تنفيذ عملية عسكرية شاملة لقوات النظام وروسيا بهدف السيطرة الكاملة وفرض التسوية بقوة النار، لكنه بحسب تقرير المركز العربي مشوب بمعوقات منها وجود فصائل تمرست القتال ومجهزة بأسلحة ثقيلة، وأنها ستكون ذات كلفة بشرية عالية إلى جانب توزع نقطة مراقبة عسكرية تركية في المنطقة.
لكن ما أعلنه ألكسندر لافرينتييف مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا حول إمكانية تأجيل معركة إدلب يشير وفق محللين إلى أن السيناريو الأقرب هو منح تركيا الوقت لفصل الفصائل عن التنظيمات الإرهابية دون الحاجة للمواجهة العسكرية.
تأجيل إن تحقق ربما يكون سببه الرئيس التهديد الأمريكي على لسان المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن نكي هيلي حول عزم بلادها ضرب مواقع النظام وحلفائه في حال انطلقت معركة إدلب.
وبانتظار السيناريو الذي ستقبل عليه إدلب، يبقى الثابت أنه لا حسمَ عسكرياً أو سياسياً يلوح بعد في الأفق حول مصير المدينة.