في مشهد مأساوي أثار غضب السوريين؛ أنقذت فرق الدفاع المدني، أربعة أشخاص (رجل وسيدتان) من مجموعة مكونة من 11 سورياً، علقوا في مجرى نهر الشيبوني الحدودي أثناء محاولتهم العبور من لبنان إلى سوريا، بعد أن أجبرهم الجيش اللبناني على ذلك وفق ما نقلته قناة الإخبارية السورية عن مصادرها.
الحادثة، التي وقعت ليلة السبت – الأحد الماضية، تزامنت مع فيضانات شديدة عقب هطولات مطرية واسعة، وأثارت تساؤلات حول ظروف رحلات العودة، بعدما أفادت المصادر بأن الجيش اللبناني أجبر المجموعة على التوجه نحو المجرى المائي الخطير، بينما تواصل فرق البحث والإنقاذ، بالتعاون مع الجيش السوري، البحث عن 7 مفقودين (رجل مسن وسيدتان وخمسة أطفال).
تفاصيل الحادثة وإجراءات الإنقاذ الخطرة
كشف قائد فريق الدفاع المدني في محافظة تلكلخ السورية، منير القدور، تفاصيل دقيقة ومثيرة للقلق حول عملية الإنقاذ، وقال إنهم تلقوا بلاغاً من الجيش العربي السوري بوجود مدنيين عالقين في نهر الشيبوني (النهر الجنوبي الكبير) على الحدود، لكنهم تمكنوا من إنقاذ ثلاث حالات فقط ونقلهم إلى مستشفى تلكلخ، حيث أفاد الناجون بوجود مجموعة أخرى لا تزال عالقة، وتم إنقاذ أحدهم فيما بعد.
ولفت القدور إلى التحديات الكبيرة التي واجهت العملية، مشيراً إلى أن الفرق “وصلت إلى آخر مجرى للنهر نستطيع الوصول إليه عند جسر الدبوسية”، ولكنها “لم تتمكن من إتمام عملها بسبب خطورة المكان، ووجود ألغام كان قد زرعها النظام البائد”، كما تم طلب تعزيزات تشمل غواصين متخصصين للتعامل مع الظروف الصعبة التي زادتها الفيضانات سوءاً.
وكانت حادثة الغرق قد وقعت في محيط قريتَي الشبرونية والدبوسية قرب مدينة تلكلخ بريف حمص الغربي، بمحاذاة الحدود السورية – اللبنانية.
الرد اللبناني
لم تصدر – حتى لحظة نشر التقرير – أي ردود فعل أو توضيحات رسمية من الجيش اللبناني حول الحادثة، باستثناء ما نقله موقع محلي عن “مصدر أمني” نفى الحادثة جملة وتفصيلا.
وقال موقع “لبنان24” إنه اتصل مع “مصادر أمنية رسمية” وقد نفت “ما يتم تداوله عن قيام الجيش بترحيل سوريين عبر مجرى النهر الكبير الجنوبي بما أدى إلى غرقهم، وقال المصدر: “لا صحة لهذه الأخبار ولم تُسجَّل أي حادثة من هذا النوع” “.
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصريحات متكررة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول برامج “العودة الطوعية” ففي 17 تشرين الثاني، ذكرت مفوضية اللاجئين في بيروت أن 355 ألف نازح سوري من المسجلين لديها قد عادوا إلى بلادهم في إطار هذا البرنامج، مؤكدة استمرار الرحلات “حسب الجدول المعتمد”.
وكانت المفوضية قد أعلنت في تموز الماضي، عبر متحدثتها في سوريا سيلين شميت، عن تسيير أول قافلة عودة طوعية من لبنان إلى سوريا، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية والسورية.
ولا تزال الحكومة السورية تواصل مساعيها مع لبنان لحل جملة من الملفات العالقة التي خلفتها سياسات النظام البائد، وأهمها ملف اللاجئين والمعتقلين في السجون اللبنانية، وترسيم الحدود.






