شهدت بلدة بيانون في ريف حلب الشمالي الحفل السنوي الأول لإحياء ذكرى شهداء البلدة، الذين يُقدر عددهم بأكثر من مائة؛ جميعهم قضوا خلال سنوات الحرب ضد النظام البائد.
وأقام الأهالي، أمس الجمعة، حفل تكريم لذوي الشهداء بأحد مساجد البلدة الواقعة شمال حلب، مع التعريف بسِير أبرز الأسماء واستذكار مواقفهم، وفي مقدمتهم الشهيد أنس أحمد عثمان المعروف باسم أنس البيانوني.
واختار القائمون على الحفل تاريخ استشهاد البيانوني في السادس والعشرين من شهر كانون الأول من عام 2012، كموعد للذكرى السنوية لشهداء البلدة، نظرا لدوره البارز في التصدي لقوات النظام البائد.
وقال عبدالغفور حسين رمضان، رئيس بلدية بيانون سابقا، لحلب اليوم، إن عثمان “أسس كتيبة حملت اسم الصحابي ضرار بن الأزور، انخرط في صفوفها ثلة من شباب البلدة، وانضوت هذه الكتيبة تحت راية لواء التوحيد بقيادة الشهيد بإذن الله عبد القادر الصالح، وقدمت بيانون الشهيد تلو الآخر حتى بلغ مجموع شهداء المعارك من المجاهدين حوالي 130 مائة وثلاثين، وقرابة مائة شهيد قضوا جراء القصف والاعتقالات العشوائية”.
وأضاف أن عثمان “شارك مع الثوار في معارك تحرير حلب الشرقية، واستشهد معه بعض الشباب، حيث كان مقره في حي الشعار، مشفى دار الشفاء، وكان محبوباً لدى الأهالي في حلب لتواضعه وإخلاصه وتفانيه.. حتى قصف نظام الأسد المجرم المشفى وقتل أكثر من أربعين من المجاهدين وغيرهم”.
وكان من جملة المصابين ثمانية من عناصر كتيبة ضرار استشهدوا جميعا، ومن بينهم أنس البيانوني، الذي تم إسعافه إلى تركيا ليوافي منيته بتاريخ 26/12/2012.
وقام أهالي البلدة بتثبيت موعد سنوي لتكريم شهداء البلدة وهو ذاته تاريخ استشهاد البيانوني من كل عام، حيث يتم ذكر اسم كل شهيد ومكان استشهاده ونبذة بسيطة عنه، مع تقديم الهدايا لذوي الشهداء.
ولا تزال البلدة التي قاومت قوات النظام وميليشياته شبه مدمرة حتى اليوم، بسبب القصف الذي طالها جراء المعارك الضارية التي شهدتها والقصف الروسي المكثف، مع أوضاع إنسانية صعبة.





