تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “قسد” في شمال شرق سوريا، ولا سيما مدينة الرقة، حالة من التوتر العسكري والقلق الإنساني مع تصاعد التحركات العسكرية واقتراب انتهاء المهلة الممنوحة للقوات للالتزام باتفاق 10 آذار المبرم مع الحكومة السورية، وسط نفي من الداخلية السورية عن التوصل لأي اتفاق جديد.
وأكد أحمد زيدان، مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية، اليوم الخميس، أن قسد “تتحمل مسؤولية عدم الالتزام بتطبيق اتفاق 10 آذار”، وجاء ذلك في وقت تنفي فيه وزارة الداخلية السورية تقارير تتحدث عن اتفاق جديد بين الطرفين، مما يضع المنطقة على حافة مواجهة محتملة.
أوضاع إنسانية متدهورة ومخاوف من الحرب
يعاني السكان المحليون من وطأة أوضاع إنسانية صعبة في مناطق سيطرة قسد جراء انتشار الفقر والنزوح، وقد تتفاقم مع التصعيد العسكري فيما تتزايد المخاوف من اندلاع معارك جديدة، مع أوضاع إنسانية هشة.
يقول محمد الحاج من أهالي مدينة الرقة إن “خيار النزوح صار حاضراً في نقاشات كل بيت”، خوفاً من أن تحاصر “قسد” المدنيين أو تستخدمهم “كدروع بشرية”، ويخشى السكان تكرار سيناريوهات النزوح والمعارك التي عاشوها سابقاً، خاصة خلال الحرب ضد تنظيم الدولة عام 2017.
وتشير تحركات “قسد” الميدانية، بحسب السكان، إلى استعدادها لحرب طويلة وليس للانسحاب، حيث لوحظ “حفر الأنفاق في كل مناطق سيطرتهم وفي كل أنحاء الرقة”، كما يقول الحاج، الذي يصف حالة “حقد وكره شديد” في أوساط السكان تجاه “قسد”، لدرجة أن “البعض يتمنى أن تزول سيطرتهم بمعركة وليس باتفاق انسحاب”.
ومع هذا المشاعر السلبية، يسيطر الخوف من تبعات الحرب على القرارات الفردية، حيث أن “السكان متخوفون من تبعات الحرب والنزوح”، وبعض العائلات بدأت بالفعل في النزوح إلى محافظات مثل حماة واللاذقية وحلب وحمص ودمشق.
ويزيد الوضع الاقتصادي المتردي من معاناة السكان وحيرتهم، حيث يواجهون معضلة صعبة، كما يوضح الحاج: “الكل محتار بين تخزين المؤونة تحسباً للحرب، وبين توفير المال لرحلة النزوح المحتملة”، في حالة وصفها بـ “التردد والضياع وعدم القدرة على حسم القرار”.
كما تحدث عن مساعي “قسد” لمحاولة “توريط النازحين الكرد” القادمين من حي الشيخ مقصود في حلب، “عبر زجهم فيما تسميه ‘الشبيبة الثورية’ التي تجوب شوارع الرقة بمسيرات مستفزة”.
وتبقى مناطق سيطرة “قسد” على صفيح ساخن، حيث تهدد العوامل العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية بتفجير الوضع من جديد، فيما لا يستبعد بعض الأهالي اندلاع مواجهات جديدة بين “قسد” والسكان.





