أطلقت محافظة إدلب، بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في الحكومة السورية، اليوم الأحد، حملة تشجير واسعة تحت شعار “معاً لنعيد إدلب خضراء”، بهدف مواجهة واقع بيئي صعب، يتمثل بتراجع الغطاء النباتي نتيجة حملات التحطيب والتدمير التي طالت المساحات الخضراء خلال السنوات الماضية، إلى جانب تفاقم مشكلة الجفاف.
تأتي هذه المبادرة في محاولة لإصلاح الأضرار البيئية الجسيمة التي تعرضت لها المحافظة، حيث كان النظام البائد قد قام بتحطيب مساحات واسعة من الأشجار، إثر الحملات العسكرية على شمال سوريا بين عامي 2019 و2020، مما أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من كروم الزيتون والفستق الحلبي والأشجار المثمرة الأخرى، والتي تشكل عماد الاقتصاد الزراعي للمنطقة.
ويُضاف إلى هذه التحديات تزايد معدلات الجفاف وتراجع هطول الأمطار، مما يهدد الأمن الغذائي والاستقرار البيئي.
تفاصيل الحملة والأهداف
بحسب ما أوضحه محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، فإن الحملة تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي وزيادة المساحات الخضراء، وتحسين الواقع البيئي والزراعي في مختلف مناطق المحافظة، وحماية البيئة ومستقبل الأجيال القادمة.
وستشمل الحملة تشجير مداخل المدن والطرقات والحدائق العامة والمناطق الحراجية، إلى جانب تنفيذ فعاليات توعوية موجهة للمدارس والمجتمع المحلي، لضمان مشاركة واسعة وتعزيز الوعي البيئي.
يقول المزارع أبو إحسان من ريف إدلب الشرقي، إن حجم الكارثة التي يواجهها الفلاحون بالمنطقة تستدعي دعم الحكومة ووزارة الزراعة، وهو ما لم يحصل حتى اليوم، منتقدا كون الحملة لا تشمل مساعدة المزارعين ممن تم تحطيب كرومهم.
يروي الرجل الستيني كيف لحقت به خسائر فادحة جراء النزوح، وتدمير مرافق الري في مزرعته، مما تركه عاجزا حتى اليوم عن سقاية كرم الزيتون الذي أجهزت ميليشيات النظام البائد على ثلثيه.
ويوضح مراسلنا كيف تمتد الكروم المُحطبة بل والمحروقة في بعض الأحيان على مئات الهكتارات في أرياف إدلب الشرقية، والجنوبية، وهو ما يدفع بالفلاحين للمطالبة بالدعم في استعادة الغطاء النباتي الذي يرونه أكثر أهمية في الوقت الحالي من الأشجار الحراجية على أهميتها.
من جهته، عقد مدير الزراعة في المحافظة، مصطفى موحد، اجتماعاً تحضيرياً لوضع خطة تنفيذية متكاملة. وركز الاجتماع على تحديد الأولويات وآليات المتابعة والتنسيق بين الفرق الميدانية لضمان نجاح الحملة.
ودعا المحافظ أبناء المحافظة من مؤسسات رسمية وأهلية وطلاب وشباب إلى المشاركة الفاعلة، مؤكداً على أن هذا التعاون يشكل “ركيزة أساسية لإنجاح الجهود الوطنية” الرامية إلى تحسين البيئة والحد من التدهور في الموارد الطبيعية.
ولا تُعتبر حملة التشجير هذه الخطوة الوحيدة من نوعها، بل تأتي في سياق سلسلة من المبادرات المجتمعية التي تشهدها المحافظة. فقد سبق أن أُطلقت حملة “النظافة مسؤوليتنا” في السادس من نوفمبر الجاري، برعاية المحافظة ومشاركة فعاليات المجتمع المدني.






