شهدت العلاقات الاقتصادية السورية التركية تطورات ملحوظة، تمثلت بتوقيع اتفاقية توأمة بين غرفتي تجارة حلب وبورصا التركية، وعقد اجتماعات مكثفة مع كبار رجال الأعمال، فيما اتفق الجانبان في اجتماع منفصل على آلية تنظيمية مفصلة لنقل البضائع والركاب، في إطار مساعي تعزيز التعاون الثنائي.
وفي ختام زيارة رسمية إلى تركيا، شهدت ولاية بورصا توقيع اتفاقية توأمة بين غرفتي تجارة بورصا وحلب، امس الاثنين، برعاية محافظ حلب، المهندس عزام الغريب، ووالي بورصا أرول إيلدز.
وهدفت الاتفاقية، بحسب بيان لمحافظة حلب، إلى “تعزيز التبادل التجاري، وتبادل الخبرات الصناعية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة” في قطاعات حيوية أبرزها النسيج والصناعات الغذائية والمواد الإنشائية، بما يدعم جهود إعادة الإعمار في المدينة التي توصف بـ”عاصمة الصناعة السورية”.
لقاءات موسعة مع رجال الأعمال
لم تكن الاتفاقية الحدث الوحيد، فقد تضمنت زيارة المحافظ اجتماعاً موسعاً مع رجال الأعمال السوريين في بورصا، أعقبه لقاء مشترك مع نظرائهم الأتراك في غرفة تجارة بورصا، جرى خلاله استعراض الفرص الاستثمارية ومناقشة دور حملة “حلب ستّ الكل” في دعم بيئة الأعمال.
وتواصلت سلسلة اللقاءات مع وفد من جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك “موصياد”، حيث أكد المحافظ الغريب على “أهمية تطوير التعاون مع المجتمع الاقتصادي التركي”، مشيراً إلى أن حلب “تمتلك مقومات واسعة تتيح إقامة مشاريع استثمارية قادرة على دعم مسار التعافي الاقتصادي”.
من جانبه، أكد رئيس “موصياد” برهان أوزدمير استعداد الجمعية للتعاون في مشاريع صناعية وتجارية مشتركة وتشجيع الشركات التركية على دخول الأسواق السورية.
تسهيل النقل البري
بموازاة الحراك الاقتصادي، عقدت اللجنة الفنية السورية التركية اجتماعاً افتراضياً متخصصاً عبر الفيديو، أمس، لمناقشة الإجراءات التنفيذية لتنظيم عمليات نقل البضائع والركاب بين البلدين.
واتفق الجانبان، بحسب ما أعلنته وكالة “سانا” الرسمية، على عدد من النقاط الأساسية شملت:
· منح تأشيرات السائقين حصرياً عبر السفارات.
· اعتماد أوزان وأطوال موحدة للمركبات وفق المعايير الدولية.
· السماح للشاحنات السورية بالتفريغ داخل الأراضي التركية.
· منع تحميل الشاحنات السورية من تركيا باتجاه دول الخليج حالياً، وكذلك منع دخول الشاحنات السورية الفارغة إلى الأراضي التركية.
كما ناقش الاجتماع إعادة تفعيل نقل الركاب بالسيارات السياحية والحافلات، والاتفاق على عقد ورشة عمل مستقبلية لوضع تصور مشترك لإحياء هذا القطاع.
يأتي هذا النشاط الاقتصادي المكثف في إطار جهود التعافي المستمرة، حيث كان محافظ حلب قد بحث، الجمعة الماضية، مع وفد ألماني رفيع المستوى برئاسة القائم بأعمال السفارة الألمانية، كليمنس هانش، سبل دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية في المحافظة.
ماذا تعني التوأمة؟
توأمة المدن (أو المدن الشقيقة) هي اتفاقية تعاون بين مدينتين أو ولايتين من بلدين مختلفين، تهدف إلى تعزيز التفاهم الثقافي والتبادل الاقتصادي والتعاون في مجالات متنوعة.
وفي حالة حلب وبورصا فإن اتفاقية التوأمة بين غرفتي التجارة في المدينتين تركز بشكل أساسي على الجانب الاقتصادي والتجاري من العلاقة، حيث تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري بين الشركات في البلدين، وتبادل الخبرات في مجالات الصناعة (كالنسيج والصناعات الغذائية)، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات إعادة الإعمار.






