كشفت وكالة CNN الأمريكية تفاصيل جديدة حول قضية اختفاء الصحفي الأمريكي أوستن تايس في سوريا عام 2012، بعد أكثر من عقد من الغموض والتكهنات حول مصيره، في تقرير استقصائي موسّع استند إلى شهادات مسؤولين سوريين سابقين ومحققين دوليين.
ذكرت الوكالة أن فريقًا بقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وصل إلى العاصمة السورية دمشق في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، في مهمة للبحث عن أدلة تتعلق بمكان احتجاز تايس أو رفاته.
وقام الفريق بزيارة مواقع عسكرية في جبل قاسيون، أبرزها منشأة المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، حيث يُعتقد أن تايس احتُجز فيها لفترة من الزمن. إلا أن العملية توقفت فجأة بعد هجوم إسرائيلي استهدف المنطقة في اليوم الثالث من المهمة.
وتقول CNN إن المعلومات التي دفعت الجانب الأمريكي لإطلاق عملية البحث جاءت من بسام الحسن، المستشار السابق لبشار الأسد، وأحد أبرز الشخصيات الأمنية التي أشرفت على ملف احتجاز تايس عام 2012.
وبحسب التقرير، فقد استجوب فريق من الـFBI الحسن في بيروت خلال أبريل/نيسان الماضي، بعد فراره من سوريا إلى إيران ثم إلى لبنان عقب انهيار النظام.
وخلال لقاءٍ لاحقٍ مع فريق CNN في بيروت، قال الحسن صراحة إن الأسد هو من أصدر أمر إعدام تايس عام 2013.
وأضاف الحسن، الذي تم تسجيل تصريحاته بكاميرات خفية: “بالتأكيد، أوستن مات. بشار الأسد أمر بإعدامه، وأنا سلّمت الأمر إلى أحد مرؤوسي لتنفيذه”.
كما قال: “لا أريد حماية بشار، لقد تخلى عنا وتركنا. ولا أريد حماية روسيا أو إيران، فهذه القضية تتعلق بالرئيس فقط”.
وأكدت الوكالة أن الحسن فشل في اختبار كشف الكذب الذي أجراه الـFBI، لكن محققيها اعتبروا أقواله مؤشرًا مهمًا أعاد إحياء الملف داخل الأجهزة الأمريكية.
تُشير شهادات جمعتها CNN من ضباط سابقين إلى أن تايس احتُجز في موقع يُعرف باسم “الطاحونة”، وهو مقر تابع للحرس الجمهوري السوري في محيط جبل قاسيون، كان يُستخدم كمركز احتجاز غير رسمي للجنود والمعتقلين السياسيين.
الضابط السابق غسان نصور، الذي كان يقود المقر حينها، قال في مقابلة عبر الهاتف من الإمارات: “لم يكن هذا سجنًا رسميًا، بل منشأة احتجاز قصيرة الأمد. لم نكن نعلم هوية السجين الأمريكي، ولم يُسمح لأحد بالتحدث معه”.
كما روى جندي سابق خدم في مكتب الحسن أن “جميع من في الطاحونة كانوا يعلمون بوجود سجين مهم، لكن لم يكن أحد يعرف من هو”، مضيفًا أنه لم يعلم أن السجين هو تايس إلا بعد إعلان تفاصيل قضيته عام 2025.
أوستن تايس، الضابط السابق في سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، دخل سوريا عام 2012 لتغطية الأحداث التي شهدتها البلاد مع تصاعد الصراع المسلح.
عمل تايس مع كبرى وسائل الإعلام الأمريكية مثل واشنطن بوست وماكلاتشي، وغطّى من مناطق سيطرة المعارضة خصوصًا في داريا بريف دمشق، قبل أن يُفقد الاتصال به منتصف أغسطس/آب من العام نفسه، بينما كان يستعد للانتقال إلى لبنان.






