أثار الممثل والمخرج السوري سيف الدين سبيعي موجة من الانتقادات بسبب تصريحاته الأخيرة حول الوضع السياسي في البلاد بعد سقوط الأسد، ما أعاد تركيز الأضواء على مواقفه السابقة المؤيدة للنظام البائد.

واعتبر سبيعي في تصريحات تلفزيونية مؤخرًا أن التغييرات التي حدثت في سوريا لا تعني بالضرورة حدوث تحول جذري في بنية النظام أو طريقة إدارته، معتبرًا أن تحرير البلاد من النظام البائد هو “مجرد استبدال شخص بشخص”، دون أن يُرافق ذلك أي تغيير فعلي أو مضمون مختلف، على حد تعبيره.

وأضاف: “لقد قلتها سابقًا، وأعود لأقولها من جديد: لقد تغيّر الرئيس، لكن النظام لم يسقط، لأننا نرى تكرارًا لنفس الآلية والطريقة”.

وأثارت تصريحاته تلك سخط السوريين الذين استعادوا موقفه من النظام البائد، حيث اعتبر الممثلين معارضي الأسد مخطئين، وانتقد شقيقه عامر سبيعي لمعارضته للنظام وخروجه من سوريا هربًا من الاعتقال.

لكن سبيعي أنكر مواقفه السابقة، وقال عند سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024: “لم أدعم الأسد يومًا، ولم أتفوه بعبارة تحية للجيش السوري مثلًا”.

واتهمه العديد من السوريين بأنه كان مواليًا للنظام البائد أو على الأقل مستفيدًا منه، ثم بعد سقوطه يحاول إعادة صياغة موقفه ليظهر كمعارض أو محايد. كما اتهمه آخرون بالتناقض في مواقفه ومحاولة إزالة وصمة الولاء للنظام البائد أو إبراز نفسه كمناوئ له.

أبرز مواقف الممثلين الموالين للأسد

سلاف فواخرجي

دخلت ضمن ما يُعرف بـ”قائمة الشرف” للفنانين السوريين الذين دعموا نظام الأسد، إذ تم ذكرها ضمن قائمة تضم أسماء فنية التزمت بالولاء للأسد. كما ظهرت في إحدى حملاته للتشجيع على التصويت في انتخابات رئاسة الجمهورية، ضمن مجموعة من المشاهير الذين شاركوا في فيديوهات داعمة للأسد.

واستمرت فواخرجي في الدفاع عن الأسد حتى بعد سقوطه، منكرة ارتكابه للمجازر ونهبه لأموال السوريين.

شكران مرتجى

من أشهر الممثلات المؤيدات للنظام، ففي أحد المواقف قالت: «أنا مع الأسد»، رغم أنها كانت تنتقد الواقع المعيشي المزري. كما ظهرت بلباس عسكري معبّرة عن دعمها لقصف المدنيين.

وانتقدت الثورة مؤكدة رفضها للعلم الذي تبنّته المعارضة السورية والفصائل الثورية، مؤكدة تأييدها الكامل لعلم نظام الأسد، لكنها حاولت بعد سقوطه تغيير مواقفها.

وهي مقدمة البرنامج الذي ظهر فيه سيف، وتحاول حاليا التغريد والهمز واللمز ضد الحكومة الحالية بعد دعهمها للأسد لسنوات.

أيمن زيدان

يُعرف بأنه من الممثلين الذين كانوا ضمن البيئة القريبة من النظام البائد، وانتقد الثورة بشدة معتبرًا أنها مؤامرة وأن الأسد على حق. كما اتهم الفصائل الثورية باستخدام السلاح الكيماوي منكرًا مسؤولية الأسد عنها. وظهر أيضًا في إحدى الحسينيات بكربلاء على وقع أناشيد تهاجم الصحابة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول خلفيته الفكرية، رغم ادعائه الحياد في القضايا الدينية.

ورغم تأييده للأسد، كتب بعد سقوطه عبر حسابه: «كم كنت واهمًا… ربما كنا أسرى لثقافة الخوف»، في تعليق على تحرير سوريا، وهو ما اعتبره متابعون محاولة لـ”التكويع”.

عباس النوري

أيضًا ضمن قائمة الفنانين الذين أعلنوا دعمهم للنظام، كما رفض الثورة السورية قائلًا إن «مطالب الإصلاح سهلة التحقيق ولا تحتاج إلى ثورة، لأن الاحتجاجات تؤدي فقط إلى الفوضى وعدم الاستقرار».

وكان النوري على معرفة شخصية ببشار الأسد، حيث ظهر معه في قصره بعدة صور، وحظي بدعم شخصي منه.

دريد لحام

من الأسماء الكبيرة المؤيدة للنظام البائد في سوريا، وكان من ضمن الفنانين الذين دعوا لدعم الأسد في حملاته الانتخابية، ودعم ما يسميه “المقاومة والممانعة”، كما صرح مرارًا بولائه التام للأسد، منكرًا جرائمه بحق السوريين.

منى واصف

حضرت مراسم تنصيب الأسد سنة 2021 “تكريمًا” لمواقفها الداعمة له، حيث عبّرت عن حبها الشخصي للنظام وللأسد، فيما أنكرت ذلك بعد سقوطه مدعية أنها كانت مضطرة لمسايرة النظام.

عارف الطويل

ظهر بلباسه العسكري رفقة قوات الأسد ليعلن دعمه الكامل للعمليات العسكرية وقصف المدنيين بالبراميل والصواريخ وتهجيرهم.

كما انتقد الممثل مازن الناطور لمعارضته للنظام، حيث قال: “لحم أكتافك من خير بيت الأسد”، معتبرًا أن النظام يدعم الفن ويساهم في تطويره، ووصف مؤيديه بأنهم “خير دعم للفن”، ومعارضيه بأنهم “سفراء للفكر الغربي الذي يحاول تدمير ثقافتنا وقيمنا”.