كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تحقيق موسّع نُشر اليوم الخميس، تفاصيل عملية هروب كبار مسؤولي النظام البائد في كانون الأول من عام 2024، عقب فرار بشار الأسد بشكل مفاجئ إلى موسكو، تاركًا خلفه أبرز قياداته العسكرية والأمنية في حالة فوضى وارتباك.
ووفقًا للتحقيق، بدأت عمليات الهروب بعد ساعات قليلة من مغادرة الأسد دمشق منتصف ليلة 8 كانون الأول، حين أقلعت طائرة صغيرة من مطار دمشق الدولي تقل عددًا من كبار القادة إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.
وأوضحت الصحيفة أن المغادرين أدركوا رحيل الأسد بعد فوات الأوان، ليلتحقوا به في سباق محموم نحو النجاة. وكان من بين الهاربين قحطان خليل مدير المخابرات الجوية، ووزيرا الدفاع السابقان علي عباس وعلي أيوب، إضافة إلى رئيس الأركان عبد الكريم إبراهيم.
كما لجأ بعض المسؤولين إلى السفارة الروسية في دمشق قبل نقلهم إلى موسكو، فيما غادر آخرون بسيارات فارهة أو عبر قوارب سريعة من الساحل السوري.
وبيّنت “نيويورك تايمز” أنها عملت على مدى أشهر لتعقب 55 مسؤولًا من النظام، وتوصلت إلى أن مصائرهم تفرقت بين روسيا ولبنان وإيران، بينما بقي عدد محدود منهم داخل الأراضي السورية.
وأشار التحقيق إلى أن ماهر الأسد يعيش حياة منفى فاخرة في موسكو، في حين ما يزال عمرو الأرمنازي، مدير مركز البحوث العلمية، داخل دمشق. كما نسق كل من كمال الحسن وسهيل الحسن الهجمات الأخيرة في الساحل السوري في آذار الماضي من خارج البلاد، وتحديدًا من موسكو ولبنان.
وأورد التحقيق أيضًا أن اللواء حسام لوقا استولى على مبالغ مالية من مقر المخابرات العامة، بينما لجأ علي مملوك إلى السفارة الروسية بعد نجاته من كمين مسلح. وأظهرت الأدلة أن العديد من المسؤولين حصلوا على جوازات سفر مزوّرة أو جنسيات أجنبية لتسهيل فرارهم.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة السورية الحالية تتعاون مع محققين دوليين ومنظمات حقوقية سورية لتعقب الفارين ومحاسبتهم على الجرائم المنسوبة إليهم.
وتشير تقارير ميدانية إلى فرار آلاف الضباط والموالين للنظام نحو لبنان وروسيا والعراق والإمارات، فيما لجأ عدد محدود إلى دول مختلفة حول العالم، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية.