أكدت الأمم المتحدة عودة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، خلال الأشهر التسعة الماضية، بسبب الأجواء الإيجابية التي سادت البلاد بعد سقوط النظام البائد.
ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقرير لها إلى توفير مزيد من الدعم لتمكين آخرين من العودة، حيث لا يزال هناك ملايين آخرين خارج البلاد.
كما أكدت المفوضية أن 1.8 مليون شخص ممن نزحوا داخل البلاد خلال 14 عاما من الحرب، عادوا أيضا إلى ديارهم، ما يعتبر مؤشرا على وجود “آمال كبيرة يعلّقها السوريون على بدء المرحلة الانتقالية بالبلاد”، فيما “يواجه هؤلاء العائدون تحدّيات هائلة”.
ويتخطى عدد النازحين في سوريا حاليا 7 ملايين، فيما يزيد عدد اللاجئين ممن بقوا خارج البلاد ولم يعودوا بعد 4.5 مليون.
ولفتت المفوضية إلى أن “المنازل والبنى التحتية المدمّرة والخدمات الأساسية الضعيفة والمتضرّرة وقلّة فرص العمل وعدم استتباب الأمن تشكّل تحديا لإصرار الناس على العودة والتعافي”.
وقال المفوّض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: “لقد تحمّلوا الكثير من المعاناة في السنوات الـ14 الماضية، وما زال الأكثر ضعفا بينهم بحاجة إلى الحماية والمساعدة”، مؤكدا أن المفوضية أجرت استطلاعا مؤخرا يشير إلى أن 80% من اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن ولبنان ومصر والعراق يرغبون بالعودة إلى وطنهم يوما ما، بينهم 18% يرغبون بعودة قريبة العام المقبل.
وأضافت أن العودة المستدامة وإعادة الاندماج لا يمكن أن تحصلا إلا بمزيد من الاستثمارات في مناطق العودة بسوريا، علما بأن وكالات أممية قالت إنها تلقّت أقل من ربع ما تحتاج إليه لتقديم المساعدات هذا العام، واعتبر غراندي أن هناك “فرصة نادرة لحل واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم” فيما تبدي المفوضية أسفها لتراجع التمويل.