أعلنت مديرية الدفاع المدني في محافظة اللاذقية البدء بتركيب نظام جديد للتحذير من الحرائق، مع فتح نحو 200 كيلومتر من خطوط النار داخل الغابات والأحراش، في الساحل السوري، لمنع تكرار كوارث الحرائق السنوية خلال فصل الصيف.
يأتي ذلك بعد خسارة مساحات شاسعة من الأحراش والمناطق المزروعة، خلال تموز الماضي، بسبب إهمال النظام البائد للمنطقة وعدم اتخاذه أي إجراءات احترازية.
وقد أطلقت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية خطة وقائية شاملة لمواجهة الحرائق، تتضمن فصل المساحات الخضراء عن بعضها، وتأمين وصول فرق الإطفاء إلى بؤر النيران المحتملة.
وكشف مدير الدفاع المدني في اللاذقية، عبد الكافي كيال، في تصريحات لوكالة سانا، اليوم الأحد، عن مشروع جديد قيد التنفيذ تعمل عليه وزارة الطوارئ، وهو “نظام الإنذار المبكر” لحرائق الغابات، حيث سيُنصَّب بشكل متكامل على امتداد مناطق كسب وجبل التركمان وصولاً إلى صلنفة.
وفيما لم يوضح المصدر طبيعة ذلك النظام، فقد لفت إلى أنه يهدف لتمكين الفرق من الكشف والاستجابة الفورية، إضافة إلى إنشاء مراكز استجابة متقدمة مثل المركز الجديد في ناحية ربيعة، لتسريع وصول فرق الإطفاء.
ولا تزال تندلع الحرائق بشكل شبه يومي، حيث عملت فرق الإطفاء بالدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي بالتعاون مع الأهالي، طيلة يوم أمس السبت، على وقف تمدد النيران من ريف حمص الغربي باتجاه ريف طرطوس في منطقة حب نمرة.
كما عملت فرق أخرى في قرية “قرب علي” بمنطقة الحواش ريف حمص، وبذلت جهودا مستمرة خلال الليلة الماضية لإخماد حرائق حراجية في ريف صافيتا الشرقي، وفي منطقة الشيخ بدر، في ريف محافظة طرطوس.
وبالعودة لتصريحات كيال فقد أشار إلى الخطوط التي يستمر العمل لاستكمالها، في ريف اللاذقية، حيث تعمل كحواجز مانعة لانتشار النيران، وتُمكن الفرق من الوصول إلى أي حريق والسيطرة عليه بسرعة، ما يحد من الخسائر البيئية والاقتصادية الفادحة، ويؤمن الحماية للتجمعات السكانية المجاورة.
ولفت إلى أن العمل جارٍ منذ أكثر من شهر بواسطة أكثر من 20 آلية مجنزرة (بلدوزر وتركسات) تابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، إضافة إلى آليات مساعدة، موزعة على مواقع عمل في جبلي الأكراد والتركمان، مع الاستعداد للبدء بمنطقة غابات صلنفة وما حولها قريباً.
يذكر أن هناك تحديات تحد من قدرة الفرق على العمل مثل وجود الألغام والأسلحة المتروكة من فترة النظام البائد، بالإضافة إلى وعورة التضاريس وكثافة الأشجار في بعض الغابات، ما دفع الفرق إلى اعتماد أساليب خاصة لتطويق المناطق الوعرة والوديان السحيقة.