انطلقت اليوم أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وبمشاركة قادة عرب ومسلمين، ومن بينهم الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب عدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
كلمات القادة في القمة
أكد الرئيس أحمد الشرع خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية الطارئة على وقوف سوريا مع دولة قطر ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي على سوريا مستمر منذ 9 أشهر، وأن الكيان يواصل عدوانه على غزة.
وأضاف: “من نوادر التاريخ أن يُقْتَل المفاوض، ومن سابقة الأفعال أن يُستَهْدَف الوسيط”، مؤكدًا أن “ما اجتمعت أمة ولمت شملها إلا وتعاظمت قوتها، وما تفرقت أمة إلا وقد ضعفت”.
وفي المقابل، شدد أمير دولة قطر على أنّ العاصمة القطرية الدوحة، التي تُعقد فيها هذه القمة، تعرضت لاعتداء غادر استهدف خلاله أحد المساكن التي تقيم فيها عائلات القيادة السياسية لحركة حماس ووفدها المفاوض، مؤكدًا أنّ هذا الاعتداء يُظهر حجم التوترات في المنطقة.
وأضاف أنّ قطر، بصفتها دولة وسيطة، تبذل منذ عامين جهودًا مضنية ومستمرة من أجل التوصل إلى تسوية شاملة توقف الحرب القاتلة والمدمرة التي تُشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ هذه الجهود تأتي في إطار حرص بلاده على استقرار المنطقة وحماية المدنيين.
وفي الوقت نفسه، أكد أنّ إسرائيل تعمل على تنفيذ مخططات تهدف إلى تقسيم سوريا، مشددًا على أنّ هذه المخططات لن تمر.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العدوان الإسرائيلي المتصاعد بات يشكل تهديدًا مباشرًا للمنطقة، وأن عدوان إسرائيل امتد اليوم إلى قطر، الدولة الوسيطة الساعية إلى السلام، مضيفًا أنه “يأمل أن تترجم قراراتنا اليوم إلى إعلان مكتوب موجه إلى العالم أجمع”.
من جانبه، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أن اعتداء إسرائيل على أي بلد شقيق هو اعتداء علينا جميعًا، مشيرًا إلى أن المستهدف الحقيقي من العدوان على الدوحة لم يكن مجموعة أشخاص، بل اغتيال مبدأ الوساطة والحوار.
لقاءات ثنائية
التقى الرئيس أحمد الشرع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما التقى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وذلك على هامش أعمال القمة.
وعقد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني سلسلة لقاءات دبلوماسية شملت نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إضافة إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، حيث تم بحث تطورات الملف السوري وسبل دعم الاستقرار.
كما بحث رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني مع المبعوث الأمريكي سبل التعاون بين الدوحة وواشنطن لدعم الاستقرار في سوريا، واستعرضا آخر المستجدات في الملف السوري.
ويأتي انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في أعقاب العدوان الإسرائيلي على الدوحة في 9 أيلول الجاري، والذي استهدف مقر إقامة عدد من قادة حركة حماس خلال اجتماع لدراسة اقتراح أمريكي لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، كان قد تم تسليمه من قبل قطر ومصر.
وقد أثار هذا العدوان موجة إدانات واسعة على المستويين العربي والإسلامي، نظراً لما يمثله من استهداف للوساطة ومبادئ الحوار والسلام في المنطقة.
وتهدف القمة إلى تنسيق المواقف العربية والإسلامية وإدانة العدوان الإسرائيلي بشكل موحد، ومناقشة آليات حماية الدول العربية والإسلامية من أي تهديدات مستقبلية.