أكد قائد مجموعة “تجمع أحرار جبل العرب” المسلّحة، سليمان عبد الباقي، وجود رفض شعبي واسع لسياسات حكمت الهجري وميليشياته، مشيرا إلى قيام الأخيرة بفرض رؤيتها على الأهالي بالقوة، وتحت تهديد السلاح.
وقال، في منشور على صفحته بموقع فيس بوك، فجر اليوم السبت، إن “عشرات الرسائل” تصله من أهالي السويداء، يوميا، تدعو “للخلاص من الوضع الحالي” وتشكو من “سوء الأحوال”، بسبب ما آلت إليه المحافظة تحت سيطرة حكمت الهجري وميليشياته.
وحول كيفية تحكّم الهجري بمسار الأحداث، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لحلب اليوم، إن الأخير “كان يلعب على وتر دعم اعتصام الكرامة ودعم الشباب في السويداء قبل انتصار الثورة، وأخد بالتالي بعدا مختلفا عن غيره من المشايخ على أساس وقوفه مع الثورة وبالتالي حظي بشعبية إلى حد ما، وهذا ما جعل له مكانة في المجتمع”، لكنه فيما بعد “تحالف مع ما يسمى المجلس العسكري في الفترة الماضية، وهو معروف بتلقيه الدعم الإسرائيلي”.
وأكد أن الميليشيات “قامت بأعمال سيئة جدا، بتوجيه من الهجري والمجلس العسكري ضد البدو، لكن بعض مقاتلي العشائر تسببوا بردة فعلهم في زيادة التفاف البعض حوله، وبالتالي وقفوا إلى جانبه.. لكنني أقول دائما إنه لا يمكن أن ينفصل أهل السويداء عن بلدهم، فهم شعب حي ووطني وله تاريخ، والهجري سيسقط عاجلا أم آجلا”.
ويؤكد عبد الباقي في عدة منشورات، سرقة الهجري وميليشياته للمنشآت العامة، وقوافل المساعدات التي تدخل للأهالي والتحكم في توزيعها، فضلا عن تلقيه أموالا من الخارج فيما يعاني السكان الفقر المدقع.
وفي منشوره اليوم، أشار إلى أن الأهالي غير قادرين على أن يتكلموا بشيء، “خوفا من العصابات التي تقف مع حكمت الهجري”، حيث من الممكن أن تتم تصفية كل من يتكلم ببساطة، وسط حالة من الفوضى، مؤكدا وجود ضغوط على عائلته وعلى “الكثير من الناس والشباب المغلوب على أمرهم”.
ولفت عبد الباقي إلى أنه يحاول العمل مع الحكومة على تأمين طريق دمشق – السويداء، ورجوع كل المختطفين والمختطفات، حيث “يتابع الملف عن طريق جهاز الاستخبارات لتحديد أماكنهم ومحاسبة العصابات التي خطفتهم”، مضيفا أن “كل من حرّرناهم من أخوتنا وأهلنا تمّ تأمينهم إلى جرمانا وبعد ذلك وصلوا إلى السويداء، فيما تابعنا علاج المصابين بالمشافي”.
أما بالنسبة لقضية المعتقلين، فقد أكد عبد الباقي أنه يتابع ملفات كل الأسماء، ويعمل على إنجاز “بوادر حل”من أجل “فك كل المحتجزبن من الطرفين”، وذلك بالتنسيق مع الحكومة السورية، متقدما بالشكر للعميد شاهر عمران رئيس مديرية أمن درعا “لتعاونه في حل الملف وتيسير الأمر بكثير من القضايا التي تخدم المصلحة العامة”.
كما أفاد بالتوصل لصيغة من أجل “تأمين سيارات نقل الخضار والفواكه والمواد الغذائية والمحروقات والطبابة والطلاب وتأمينهم، بالتعاون مع جهاز الأمن العام”، الذي يقوم على تأمين تنقلهم بالتعاون مع مجموعات من “تجمع أحرار جبل العرب”.
وذكر حسام نجار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري، في وقت سابق، أن “مشيخة العقل تأتي بالوراثة ولا تكتسب اكتساباً إلا فيما ندر من الشيوخ الذين لديهم القدرة على الحكمة والتأثير، فحكمت الهجري ورث المشيخة عن أخيه أحمد الذي تم اغتياله لمواقف الوطنية الرافضة لإملاءات الأسد وعصابته وكان بالأصل غير ملتزم بتعاليم الدروز ويعيش في فنزويلا، لكن عند اغتيال أخيه تم استدعاؤه من خلال اللوبي الصهيوني الموجود في فنزويلا وبتكليف من موفق طريف شيخ عقل الدروز في فلسطين بعد إجراء دراسة موسعة عن حكمت وأفكاره المؤيدة لإسرائيل، وعاد ليكون أحد مشايخ العقل وليس المتحكم و المتزعم لهذه المشيخة”.
كما رفض الشيخ ليث البلعوس فكرة الانفصال عن الدولة السورية، محذرا من استخدام الدروز كأداة لتنفيذ مشاريع خارجية، ومؤكدا أن مصلحة السويداء والجنوب السوري تكمن في الحفاظ على وحدة سوريا وتعزيز التعاون مع الحكومة.
وخاض البلعوس عدة حوارات مع دمشق، ودعا إلى تفعيل دور الأمن العام في المحافظة، وتشكيل قوة عسكرية من أبناء الجنوب السوري لتأمين الحدود ومكافحة التهريب، لكن الهجري تسبب بنقض كل مساعيه.
ويرى نجار أن الجهات الخارجية، استطاعت عبر أشخاصاً لديهم المال جلب الكثير إلى صف مشروع التقسيم، و”عززوا من خلالهم تلك الفكرة مستغلين حاجة الناس للعيش وخاصة الفقراء منهم”.
وأضاف أن “الشعب السوري الحر المنتصر كان حريصاً على وحدة الصف وعلى وجود دولة واحدة موحدة، و ما حصل من تداعيات افتعلتها إسرائيل من خلال عملائها و أدواتها وكان العديد من الشخصيات المهمة في المجتمع الدرزي قد رفضوا سياسة الهجري ومجموعاته، وفي مقدمتهم شيخا العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع، لكنهما تراجعا عن تصريحاتهما مؤخرا وانقلبا ضد الحكومة في موقف غريب، عزاه البعض لضغوط كبيرة من الهجري والاحتلال الإسرائيلي”.
