تشكل عودة البنوك السورية إلى نظام التحويلات العالمية SWIFT، أهمية بالغة لانتعاش الاقتصاد المحلي بعد انكماشه وتراجعه لعقود، فضلا عن زيادة قوة العملة السورية التي تتهيأ لانطلاقة جديدة بزخم أكبر.
وقد أعلنت العديد من الشركات بدء التحويل المالي لسوريا، فيما باتت البنوك السورية تعمل وفق النظام المذكور، في تطور يصفه المراقبون بأنه خطوة كبيرة نحو إنعاش القطاع المصرفي، حيث تفتح باب التجارة والاستثمار وتعيد الثقة بالاقتصاد السوري.
يقول أدهم قضيماتي المحلل الاقتصادي السوري، لحلب اليوم، إنه يتوقع تأثيرًا كبيرًا على الصناعة والتجارة، حيث يرجح حدوث “فرق كبير” لأن الإجراءات ستكون أسهل من ذي قبل، رغم أن المسألة تحتاج للوقت، فقد انعكس حرمان سوريا من هذا النظام بشكل سلبي على قدرة الشركات السورية على استيراد المواد الخام والآلات اللازمة للإنتاج، وكذلك تصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية، وهو ما زاد من حالة الكساد والانهيار المالي.
وبعد سنوات من العزلة، بدأت البنوك تتعامل مع سوريا عبر نظام SWIFT، في تطور يعيد ربط سوريا بالأسواق العالمية ويمهّد لمرحلة اقتصادية جديدة.
ويلفت قضيماتي إلى أن استخدام هذا النظام يدفع المؤسسات المالية العالمية باتجاه بناء الثقة مع النظام المصرفي السوري، حيث تبرز الحاجة هنا لتسهيل التحويلات المالية، كجزء من عملية تعزيز التجارة الخارجية واستعادة، وهو ما يراه عاملًا أساسيًا في الموضوع، حيث “سيؤدي دخول النظام العالمي ضمن القنوات الرسمية إلى التشجيع بشكل أكبر على التعامل مع النظام المصرفي للدولة السورية، وهذا ما سيعطي البلاد طابعًا اقتصاديًّا جيدًا، ففي السابق كانت التجارة مع سوريا مكلفة نتيجة الاضطرار للوسطاء من أجل الالتفاف على العقوبات”.
من جانبه تحدث المستشار والمحلل الاقتصادي سعود الرحبي، عن أهمية دخول سوريا لنظام التحويلات العالمي (SWIFT)، عبر تسهيل التجارة الدولية، وتمكين الشركات والبنوك من إرسال واستقبال المدفوعات بأمان، وجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال إزالة عائق كبير أمام الاستثمار، وإعادة دمج الاقتصاد السوري في النظام المالي العالمي عبر تعزيز الثقة في القطاع المصرفي.
وأشار إلى تسهيل التحويلات المالية الشخصية، وتسهيل تحويل الأموال من وإلى السوريين في الخارج، وخفض تكاليف المعاملات المالية باعتباره وسيلة أرخص وأكثر أمانًا، وتحسين الشفافية المالية، ودعم جهود إعادة الإعمار عبر الوصول إلى تمويل فعال.
وبشكل عام؛ يرى الخبير الاقتصادي السوري أن استعادة الوصول إلى SWIFT ستكون خطوة أساسية نحو تطبيع الوضع الاقتصادي لسوريا وإنعاش قطاعها المالي والتجاري.
وقال حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، لـ CNBC عربية، أمس الاثنين، إن نظام “سويفت” مستخدم فعلياً في جميع مصارف سوريا باستثناء العامة منها، مرجحا أن تدخل مصارف سوريا فيه بالكامل خلال أسابيع، “ولكن لا يوجد تاريخ دقيق لذلك”.
وأضاف أن البنك المركزي يتواصل مع أكبر خمسة بنوك في كل دولة لتسهيل إرسال حوالات المغتربين، مشددا على استقلالية المصرف المركزي عن الحكومة السورية، حيث يُعدّ خطة شاملة لإعادة هيكلة النظام النقدي والمصرفي في البلاد.