أعلنت عدة ميليشيات مسلحة في السويداء، تشكيل “الحرس الوطني”، الذي يدين بالولاء لحكمت الهجري، وسط أنباء عن رفض بعض المجموعات الانضمام للتشكيل الجديد، ووجود خلافات بينها.
ويضم “الحرس” الجديد نحو 30 ميليشيا، من بينها عناصر وضباط من فلول النظام وشبيحته السابقين، وعصابات ضالعة في تجارة وتصنيع المخدرات، وفي عمليات الخطف والسطو المسلح.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لموقع حلب اليوم، إن “المجموعات العسكرية المنفلتة من عقالها التابعة للهجري والمدعومة إسرائيليا، يبدو أنها مازالت تحاول اللعب في الوقت الضائع ضمن سياقات الاشتغال على تأسيس كيان ما يتبع إسرائيل ويقلق راحة الحكم الجديد في دمشق”.
وعُرف من بين هؤلاء المنضمين للتشكيل الجديد، العميد جهاد نجم الغوطاني، وهو عميد مظلي سابق في قوات النظام البائد، وكان مسؤولا عن سلاح المدفعية في الفرقة الرابعة، وقاتل في صفوف “الحرس الجمهوري” التابع للنظام البائد، وشارك في حملات عسكرية ضد السوريين.
وكان النظام البائد قد رفّع الغوطاني المنحدر من قرية طربا بريف السويداء إلى رتبة عميد في 2019، بعد مشاركته في عمليات عسكرية ضد المدنيين في ريف دمشق وإدلب، وقد توجه إلى السويداء فور سقوط نظام الأسد البائد.
ورأى سعدو أن “هذا الإجراء الأخير بتشكيل حالة عسكرية هو محاولة لإنتاج دويلة صغيرة تطمح للانفصال عن جسم الدولة السورية وهو ما يعمل عليه الكيان الصهيوني فيما لو بقيت المسائل هذه على حالها”، مضيفا أن “وجود فلول للنظام المجرم داخل تشكيل هذا الحرس وأيضا بقايا صناع وتجار الكبتاغون يشير وبوضوح إلى طبيعة التركيبة التي قامت عليها جماعة الهجري وكل المليشيات العسكرية التابعة لهم”.
وتحدّث بيان التشكيل الذي نُشر أمس السبت، عن “توحيدَ الجهود في مواجهة العصابات السلفية المقيتة، انطلاقاً من الإيمان بوحدة الهدف والمصير وسيراً على خطى الأسلاف في الدفاع عن الهوية”، في إشارة واضحة إلى الرغبة في الانفصال ومواجهة الحكومة السورية.
كما اعتبر البيان أن الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في السويداء ممثلة بالهجري، وأنه “الممثل الشرعي والمخول بتمثيل الطائفة الدرزية في الجبل”.
بدوره قال ليث البلعوس، ممثل “مضافة الكرامة” في السويداء، في بيان نشره عبر حسابه على فيس بوك، أمس، إن هذا التشكيل هو “تسمية مستنسخة من الحرس الثوري الإيراني”، مضيفا أن أبناء السويداء كانوا ينتظرون من الهجري، أن يطل عليهم بموقف جامع يطرح الحلول ويقود الناس نحو برّ الأمان، خاصة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها المحافظة من دمار وخراب، ونقص في المواد الغذائية، وشحّ في المياه والكهرباء، وانقطاع الاتصالات.
وحول ذلك قال سعدو، إنه “من الطبيعي أن يرفض الشيخ ليث البلعوس ومجموعات وطنية أخرى في السويداء الانضمام إلى هذه التكوينات المشكوك بأمرها والتي تذهب بعيدا في السويداء إلى ملاذات غاية في البؤس والانحلال القيمي والأخلاقي التي تستدعي العدو الإسرائيلي ليحميها.. ولن يكون ضمن الحالة الوطنية في السويداء من يدعم هذا التشكيل باعتباره عملا عسكريا يمكن وصفه مع كل من استدعى إسرائيل أو رفع علمها بحالة الخيانة العظمى حسب مواد في القانون السوري الوضعي الذي يجرم كل من يستنجد بالعدو الإسرائيلي”.
ورأى البلعوس أن تلك الخطوة تعكس غياب صوت العقل والمواقف الوطنية التي يحتاجها الناس في هذه المرحلة العصيبة، مشيرا إلى أن من بين من ظهروا في إعلان التشكيل عناصر سبق أن عُرفوا بالخطف والسرقة والنهب وابتزاز النساء، مثل “قوات سيف الحق” و”قوات الفهد”، الذين يعتبرهم أبناء المحافظة مقربين من شخصيات أمنية بارزة في النظام البائد وتجار مخدرات مثل علي مملوك وكفاح الملحم وراجي فلحوط.
وكانت صفحة “السويداء 24” على موقع فيس بوك، المحسوبة على الهجري، قد أكتدت في تقرير سابق أن القياديين في “قوات سيف الحق” رامي ومهند مزهر هما أحد المجرمين بالمدينة، وضالعان بالدعارة والخطف والقتل وتجارة المخدرات.
ووصف البلعوس الإعلان بأنه رسالة “خراب ودمار”، رافضا “المزيد من العسكرة والسلاح والفوضى”، كما ثمن موقف “حركة رجال الكرامة” التي لم تشارك في تشكيل الحرس الوطني، في “دلالة خير تُبشر بموقف أكثر حكمة ومسؤولية في المرحلة المقبلة”.
ومن بين المنضمين للتشكيل عودات فواز أبو سرحان، الذي كان – بحسب صحيفة زمان الوصل – مخبرًا لصالح العميد وفيق ناصر منذ 2012، وسجلّه الجنائي يتضمن خمس سوابق بين 2006 و2015: خطف، سطو مسلح، سرقة سيارات، ومتهم بالمشاركة في اقتحام قرى درعا عام 2014، والتورط في عمليات “التعفيش” وبيع المسروقات في سوق عُرف آنذاك باسم سوق السُنّة.
كما أن سرحان مطلوب دوليًا من قبل الإنتربول بتهم تهريب ذخائر حربية ومواد مخدرة، بناءً على طلب إحدى الدول العربية، ورغم إصدار مذكرة بحقه عام 2014، فقد أوقِف البحث عنه رسميًا عام 2022 بقرار من “الفرع 294″، بدعم من العميد ناصر.
يشار إلى أن “الحرس الوطني”، يعتبر بديلا لما يُعرف بـ”المجلس العسكري في السويداء” الذي كان يقوده العقيد المنشق طارق الشوفي، لكن خلافات نشبت مؤخرا بينه وبين الهجري، جرت بعدها عملية خطف للشوفي قبل أن تتدخل مجموعات لتأمين الإفراج عنه.