في إطار جهودها المستمرة لمعالجة الظواهر الاجتماعية الطارئة، كثفت لجنة مكافحة التسوّل في محافظة حلب من اجتماعاتها لمتابعة آليات الحد من هذه الظاهرة، حيث عقدت اجتماعها التاسع برئاسة محافظ حلب، المهندس عزام الغريب. ركز الاجتماع على وضع خطط عمل واضحة ومستدامة، والفصل بين ملفي المتسولين والمشردين لضمان تقديم حلول مخصصة وفعّالة لكل فئة.
وخلال الاجتماع شدد المحافظ على أن الظروف الاقتصادية الصعبة أدت إلى ازدياد حالات التسول، محذراً من وجود من يستغل حاجة الناس في هذا السياق. ووصف المحافظ حالة التشرد بأنها “جرح في جبين الإنسانية” وظاهرة دخيلة على المجتمع السوري، مؤكداً أن الخطوات الأولى ستركز على “تأمين مكان مناسب للمشردين، ومكان متخصص للمتسولين، مع القدرة على اتخاذ إجراءات رادعة بحق من يقوم باستغلال بعض الأطفال وتشغيلهم في التسوّل”.
وناقش الحاضرون مجموعة من الإجراءات العملية التي سيتم العمل عليها، من بينها استعراض المواقع المقترحة لتخصيصها كمراكز إيواء للمشردين، ودراسة إمكانية إيداع المتسولين الأحداث الذين يتورطون في أعمال جرمية في مراكز خاصة.
ولم تقتصر الحلول المطروحة على الإيواء فقط، بل امتدت لتشمل برامج تأهيل طويلة الأمد تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة. وتضمنت المقترحات تدريب المستهدفين على مهن محددة تساعدهم على دخول سوق العمل، بالإضافة إلى العمل على إعادة من هم في سن الدراسة إلى مقاعد التعليم.
وتأتي هذه الجهود في سياق مساعي محافظة حلب لإيجاد حلول جذرية للمشاكل الاجتماعية التي تفاقمت بفعل الظروف الصعبة، والانتقال من الحلول المؤقتة إلى برامج تأهيل مستدامة تهدف إلى إعادة دمج هؤلاء الأفراد في المجتمع بشكل فاعل ومنتج.