هاجمت المجموعات الخارجة عن القانون قوى الأمن الداخلي في ريف السويداء، صباح اليوم الأحد، ما أسفر عن استشهاد عنصر أمن وإصابة آخرين، وعودة التصعيد إلى المنطقة.
ونقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر أمني أن تلك المجموعات انتهكت وقف إطلاق النار المتفق عليه في المحافظة، وهاجمت قوات الأمن الداخلي كما قصفت عدة قرى في منطقة تل الحديد غربي السويداء.
من جانبها أعلنت قوات أبناء العشائر الاستنفار استعداداً لعملية عسكرية في المنطقة، ردًا على خرق وقف إطلاق النار، وتوعدت العشائر تلك المجموعات برد مناسب.
وقال الدكتور باسل أورفه لي ( المعراوي )، لقناة حلب اليوم، إن تلك المجموعات ‘وجدت نفسها في مأزق بعد الوصول لوقف إطلاق النار ..حيث كان موقف الحكومة السورية جيدا من ناحية احترام الهدنة والسماح بعمليات إجلاء الراغبين وإرسال المساعدات الطبية والإنسانية والإغاثية ولم تتمكن ميليشيات الهجري من تجييش الرأي العام المحلي والمواقف الدولية بادعاء خرق الحكومة لاتفاق وقف إطلاق النار؛ ولم تتمكن من تسويق بروباغاندا الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على المدينة وذلك لاستجلاب تعاطف دولي معها وإدانات لموقف الحكومة باعتبار أن الحصار هو جريمة ضد الإنسانية”.
وتخوض عشائر البدو اشتباكات مع تلك المجموعات التي تحاول السيطرة على تل الحديد الإستراتيجي، بالقرب من بلدة الثعلة غربي المحافظة، في مسعى منها لتوسيع سيطرتها وتهجير المزيد من السكان.
ونقلت الإخبارية عن مصدر أمني، أن “هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء تمهيدًا لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها، وتؤكد عزم المجموعات الخارجة عن القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية كما تؤثر على عمل قوافل الإغاثة”.
يأتي ذلك فيما ترفع المجموعات الخارجة عن القانون، أعلام الكيان الإسرائيلي علنا، وبتوجيهات من حكمت الهجري، وهو ما يراه السوريون خيانة واضحة، فيما ترفض الحلول وتصر على مواصلة حالة الحرب.
ويرى الدكتور أورفه لي، أن “كل ذلك يأتي بدعم إسرائيلي ومحلي من قبل قسد لإظهار أن الحكومة السورية تقتل شعبها وأنها غير جديرة بالحكم وأنه لا بديل عن تغييرها لإفساح المجال لمشاركة فاعلة من ميليشيات الهجري فيها وقسد أو تشكيل رأي عام دولي لإعطاء فيدرالية للأقليات في سوريا، وقد أحبطت ميليشيات الهجري من الرفض الأردني لفتح أي معبر مع السويداء وظهور أن فكرة ممر مع شرق الفرات هو مراهقة سياسية وأضغاث أحلام”.
ورغم خطف الميليشيات المرتبطة لقرار المحافظة وسكانها، تطالب باستمرار وزيادة تدفق المساعدات الإغاثية إليها، فيما تتحكم بتوزيعها وفق مصادر محلية، وتتهم الحكومة بتعمد قطع المساعدات وبالتسبب بمأساة المدنيين فيها، لكن مراقبين يشيرون إلى أن تلك الادعاءات لم تقنع السكان المحليين.
ويقول الدكتور أورفه لي، إن “الضغوط بدأت تزاد بعد وقف إطلاق النار، على الهجري ومجلسه العسكري بالقول ماذا بعد وإلى أين قُدتَ المحافظة وماذا عن مستقبلنا هل نبقى على المساعدات وماذا عن خدمات مؤسسات الدولة التي تمنعها من التواجد؟، وبماذا أفادتنا إسرائيل بالنهاية بعد أن أوصلتنا لحالة العزلة والنزاع مع الدولة السورية وشعبها خاصة أن المتظاهرين أسموا ساحة الكرامة بساحة بن غوريون ويرفعون علم إسرائيل ويهتفون له”.
وتساءل: “هل لإنسان يملك ذرة من العقل أن يقود أهله إلى هذا المصير؟ مع العلم أن الشتاء وموسم المدارس على الأبواب ولا تستطيع تأمين مستلزماتها إلا الحكومة، وماذا عن رواتب الموظفين التي تم تحويلها لمدينة إزرع بسبب عدم توفير الأمان في المحافظة وسرقة ميليشيات الهجري لأي شي تراه أمامها ابتداءا بالمساعدات الإنسانية التي يتم توزيعها حسب درجة الولاء للهجري؟”.
لذلك – يختم أورفه لي – “لم يكن أمام ميليشيات الهجري سوى الهروب للأمام بالهجوم على قوات الأمن العام التي تحمي المحافظة وتؤمن ديمومية العمليات الإنسانية لإشغال الرأي العام الداخلي بالخطر الداهم والكف عن التذمر تحت شعار ‘لا صوت يعلو فوق صوت المعركة’، أيضا هذا الهجوم لإعادة الاهتمام الدولي بملف السويداء والذي وجدت فيه ميليشيات الهجري أنها تم توريطها والتخلي عنها”.