يشتكي السكان العائدون إلى مناطقهم المدمرة في الشمال الغربي، بأرياف إدلب وحلب وحماة، غياب الخدمات الحكومية الأساسية، بعد مضي نحو سبعة أشهر على تحرير البلاد.
وتفتقر تلك المناطق التي دمرها الطيران الروسي، وهُجّر سكانها لنحو خمسة أعوام؛ إلى شتى أنواع الخدمات من كهرباء وماء وأفران خبز ومشاف ومستوصفات، فضلا عن تنظيم المرور وإصلاح الطرق وخدمات المجالس المحلية.
ولا يزال مشهد الدمار يخيّم على مناطق سورية واسعة، وسط عجز الأهالي عن إعادة إعمار بيوتهم، فيما تتواصل جهودهم الدؤوبة باستدراك ما يمكن استدراكه في مختلف المدن والقرى، مع حركة عودة خجولة للنازحين.
وتُعد المنطقة الممتدة من ريف حلب الغربي إلى ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، وصولًا لريف حماة الشمالي والغربي؛ من أبرز المناطق التي تعرّضت للدمار، بسبب القصف الروسي الواسع إبان الحملة العسكرية التي تعرضت لها المنطقة نهاية عام 2019 وبداية عام 2020.
ومع ضعف قدرة الأهالي وإمكاناتهم في مقابل حجم الدمار الهائل، والغموض الذي يحيط بملف إعادة الإعمار، تتواصل جهود النازحين في العودة التدريجية والخجولة لقراهم ومدنهم المدمرة، حيث بلغ عدد المهجرين في الشمال الغربي، نحو 3 ملايين نسمة، وذلك حتى تاريخ سقوط الأسد، معظمهم من أرياف إدلب وحماة، بالإضافة للمهجرين من عموم البلاد، ولم يستطع أغلبهم العودة لمنازلهم وبيوتهم، حتى اليوم.
يقول أبو محمد من ريف إدلب الشرقي، لحلب اليوم، إن عدم وجود فرن للخبز بمنطقته حتى اليوم أمر مزعج، حيث يتم استقدامه من مدينة إدلب، مما يؤثر على جودته بسبب نقل “الربطات” مكدسةً فوق بعضها لمسافات طويلة، وهو ما يستغرق وقتا، وبالتالي يشتريه الزبون “بائتا” ومفتتا.
كما أن الغياب التام للكهرباء يُضطر السكان للاعتماد على الطاقة الشمسية، وهو ما يعني تكلفة إضافية، والمزيد من الأعباء، إلى جانب فقدان ضخ الماء حتى اليوم، الأمر الذي يدفع الأهالي لتعبئته بالصهاريج.
يضيف أبو محمد أن سكان المنطقة يتفهمون حجم الدمار الواسع والمسؤوليات للكبيرة الملقاة على عاتق الحكومة مع قدراتها المحدودة، لكن لا أحد يعلم متى سوف تتغير الأوضاع، وإلى أين وصلت جهود إعادة التأهيل.
من جانبه قال محمود الحسان، إن السكان يتحدثون هنا عن قرب وصول الكهرباء، لكننا لم نفهم متى سيكون ذلك؟ ومتى ستصل المياه؟ فضلا عن الكم الكبير من المدارس المدمّرة.
لكن الرجل الخمسيني يلفت إلى ما هو أهم من وجهة نظره، ألا وهو غياب المشافي والمستوصفات، فعندما يتعرض أحدهم لوعكة أو يحتاج للإسعاف فإن ذلك قد يعرضه لخطر المضاعفات الكبيرة التي قد تصل للموت.
وأوضح أن بعض المنظمات وضعت نقاطا طبية في راحلات متنقلة، ساهمت نوعا ما في تخفيف الأزمة، خصوصا مع وجود نقص في الكوادر الطبية.
وقال محافظ إدلب محمد عبد الرحمن في تصريح للإخبارية السورية، يوم الجمعة الماضي، إن هناك مساعي لإطلاق مشروع لإعادة تأهيل 30 مركزاً صحياً متضرراً في ريف إدلب الجنوبي، حيث جرى اختيار المراكز المعدة للتأهيل استناداً إلى الخارطة الصحية الرسمية.
ويهدف المشروع إلى “تعزيز البنية التحتية للقطاع الصحي، والارتقاء بجودة الخدمات الطبية، وخاصة في مجالات الطوارئ والاستجابة السريعة، ما يسهم في تخفيف معاناة الأهالي وتحقيق استقرار خدمي في المنطقة”، وذلك ضمن “خطة مدروسة لتحديد الاحتياجات بدقة”.
ويتواصل تفكيك الخيام بشكل فردي من قبل النازحين في المنطقة، بينما تعود الحياة بشكل تدريجي لأرياف إدلب وحماة وحلب، لكن الكثير من الأحياء في القرى والمدن بالمنطقة لا تزال خالية حتى الآن.
وتعرضت المنطقة مع أجزاء واسعة من ريفي حماة وحلب، للدمار الكبير بين عامي 2019 و 2020، جراء القصف الروسي الذي وقع خلال اجتياح الشمال الغربي، بدعم من الميليشيات الإيرانية، وبلغ عدد المهجرين نحو الشمال الغربي، نحو 3 ملايين نسمة، وذلك حتى تاريخ سقوط الأسد، معظمهم من أرياف إدلب وحماة، بالإضافة للمهجرين من عموم البلاد، ولم يستطع أغلبهم العودة لمنازلهم وبيوتهم، حتى اليوم، بسبب تدميرها.
ويقول مراقبون إن ملف إعادة الإعمار لا يزال غير واضح، لأن هناك الكثير من الترتيبات المطلوبة حتى يتم عقد مؤتمر للمانحين، فيما تسعى الدولة للاعتماد على الاستثمارات بدلا من الحصول على المنح الخارجية.