دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب إسرائيل، مع ضربها لثلاثة مفاعلات نووية بإيران، فيما ردّت الأخيرة بهجوم وُصف بأنه الأعنف على إسرائيل.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور على منصته تروث نشره صباح اليوم: “لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان”.
وبحسب ما نقلته شبكة CNN، عن “مسؤول أمريكي” فقد استخدمت واشنطن 6 قاذفات من طراز B-2 “الشبح” لإسقاط 12 قنبلة “خارقة للتحصينات” على موقع فوردو النووي في إيران.
وأضاف المسؤول أن غواصات بحرية أطلقت 30 صاروخ كروز من طراز TLAM على موقعين آخرين، هما نطنز وأصفهان، وأسقطت طائرة B-2 قنبلتين خارقتين للتحصينات على نطنز.
وقال حسام نجار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري المختص بالشأن الدولي، لحلب اليوم، إن قيام أمريكا باستخدام قوتها العسكرية لقصف إيران عبارة عن تأكيد مستمر لمشاركتها القوية في الحرب، فقد كانت مساهمة ومشاركة بشكل كبير والضربات الأخيرة ما هي إلا استكمال للمشاركة، فأمريكا بدعمها الكيان عسكريا وسياسيا من خلال التصريحات المستمرة لترمب والتهديدات المتتالية لإيران؛ ندرك أنها عنصر فاعل وقوي في هذه الحرب.
وأضاف أن الخطة الموضوعة كانت على مراحل وممنهجة إعلاميا وسياسيا وعسكريا ولم تكن وليدة اللحظات والمواقف، وعندما تدخل واشنطن بقواتها فهذا يعني خوفها الكبير من حدث ما، وتوجيه الضربات على مفاعل فوردو يعني بالضرورة أن لدى أمريكا معلومات استخباراتية عالية المستوى بخطورة هذا المفاعل، لذلك فإن استخدام أمريكا لقنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 وما سبق ذلك من اجتماعات وخلافات لترامب مع إدارته يؤكد ما ذهبتُ إليه.
وتُعتبر القنبلة الأمريكية “GBU-57A/B” الضخمة، قنبلة خارقة للتحصينات”، وتزن 30 ألف رطل وتحتوي على 6 آلاف رطل من المتفجرات، وقد صُممت “للوصول إلى أسلحة الدمار الشامل لخصومنا الموجودة في منشآت محمية جيدًا وتدميرها”، وفقًا لبيان حقائق صادر عن القوات الجوية الأمريكية.
وتطلّب الأمر دخول الولايات المتحدة بقوتها الضاربة، من أجل تدمير تلك المفاعلات، بسبب عدم كفاية السلاح الإسرائيلي.
وقال بنيامين نتنياهو في بيان مصور: “تهانينا للرئيس ترامب، إن قرارك الجريء باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بقوة الولايات المتحدة الجبارة سيُغير التاريخ”.
من جانبها أيدت رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الخطوة الأمريكية، وقالت إنه “لا يمكن السماح لإيران أبدا بتطوير سلاح نووي وواشنطن اتخذت إجراء للحد من هذا التهديد. البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا خطيرا للأمن الدولي، وأدعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل لحل دبلوماسي لإنهاء الأزمة”.
ويرى نجار أن إسرائيل ليست المحرض لأمريكا وإنما العكس فمن خلال قدرة ترمب على اللعب على الحبال والحصول على ما يريد بالتهديد حينا و بالترغيب أحيانا، استطاع إقناع إسرائيل بالعملية العسكرية مع رغبة كبير لــ نتنياهو بهذا الأمر نتيجة وجود ملاحقات قضائية ضده داخل إسرائيل، وضع ترمب الغرب وإسرائيل أمام واقع جديد يُحتم عليه السير فيه كما حصل في موضوع الضرائب على الصين وغيرها، ولن يتوقف إلا بعد رضوخ إيران لشروطه وهو الذي أصدر تصريحات أكثر من نتنياهو نفسه.
وبناء على ما سبق فإن “هذه الحرب أمريكية بامتياز تم استخدام إسرائيل كأداة فيها” وقد يكون لها مصالح للتغطية على إبادة غزة ولوقف المفاعل النووي الإيراني، وقد تكون لفرض سيطرة إسرائيل على المنطقة وإخافتها وجعلها المكلف الرسمي بمنطقة الشرق الأوسط الجديد، وفقا للكاتب والمحلل السياسي السوري.
ووصف نجار عهد ترمب الحالي بأنه عهد النزاعات وفرض الأتاوات والهيمنة العسكرية وتأكيد القطبية الواحدة، “فلم نسمع صوتا لروسيا أو الصين أو غيرها بل الجميع يتابع بترقب وحذر و إذا طلب منه دعم إسرائيل سينفذ تحت حجج وهمية”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت سقوط 15 جريحا حالة 2 منهم خطرة، و20 عالقا تحت الأنقاض، جراء سقوط صواريخ إيرانية في أكثر من 10 نقاط في إسرائيل، مع تقديرات بأن القصف اليوم هو الأكبر منذ بدء الحرب.