سعود الرحبي – مستشار في الأسواق المالية
تترقب الأسواق المالية العالمية اليوم الأربعاء، 18 حزيران 2025، اجتماع مجلس الإحتياطي الفيدرالي لتحديد أسعار الفائدة مع تزايد التوقعات بأن يبقي الفدرالي معدلات الفائدة ثابتة عند 4.50%، ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد غير مسبوق في حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، مما يضيف حالة من عدم اليقين إلى المشهد الاقتصادي العالمي.
عادةً ما يركز الفيدرالي في قراراته على البيانات الاقتصادية المحلية، مثل التضخم والتوظيف والنمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية الحادة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على هذه المتغيرات. أي تصعيد كبير في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مما يغذي التضخم العالمي ويضغط على سلاسل الإمداد. هذا الوضع قد يدفع الفيدرالي إلى تبني موقف أكثر حذرًا، وربما يؤجل أي خططه لخفض أسعار الفائدة، أو حتى يفكر في رفعها إذا تفاقم التضخم بشكل كبير.
ما التأثير المتوقع على {{8827|مؤشر الدولار}} الأمريكي (DXY)؟
في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن التصعيد الجيوسياسي، غالبًا ما يرتفع الدولار الأمريكي كملاذ آمن. المستثمرون يميلون إلى سحب أموالهم من الأصول الأكثر خطورة والتحول إلى الدولار، مما يدعم قيمته. إذا قرر الفيدرالي تبني موقف متشدد أو ألمح إلى تأجيل خفض الفائدة، فمن المرجح أن يرتفع الدولار بشكل أكبر، وحفاظ الدولار الأمريكي على استقرار تداولاته أعلى 97.85 يزيد من فرص الصعود إلى 99.00.
كيف تتأثر أسعار الذهب؟
الذهب هو الملاذ الآمن التقليدي الآخر في أوقات الأزمات. مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وارتفاع المخاطر، يميل {{68|سعر الذهب}} إلى الارتفاع بشكل ملحوظ حيث يسعى المستثمرون إلى حماية رؤوس أموالهم. أي تصعيد إضافي بين إيران وإسرائيل سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع قوي في {{8830|أسعار الذهب}}. لذلك قد تتجاهل الأسواق أي تشديد في السياسة النقدية للفدرالي في حال تفاقم حدة الصراع بين إيران وإسرائيل.
مستويات هامة يجب مراقبتها في الذهب :
مستوى المقاومة3410$ في حال اختراقه قد يستامر صعود أسعار الذهب إلى 3480$
مستوى الدعم 3370$ في حال التخلي عنه قد نشهد تزايد في عمليات البيع التي قد تهبط بالإسعار إلى 3325$.
مؤشرات الأسهم الأمريكية بين التصعيد وقرار الفدرالي:
مؤشرات الأسهم مثل {{داو جونز}} عادة ما تتراجع في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي. المستثمرون يصبحون أكثر حذرًا ويبيعون الأسهم لتجنب الخسائر المحتملة. إذا كانت قرارات الفيدرالي أكثر تشددًا مما هو متوقع، أو إذا تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن يشهد داو جونز تراجعات. ومع ذلك، قد يكون هناك ارتداد إذا جاءت تصريحات الفيدرالي مطمئنة أو إذا هدأت حدة التوترات.
كسر مؤشر {{الداوجونز}} للدعم 41940 قد يهبط بالأسعار الى 41300
كيف ينظر الفدرالي لنتائج بيانات التضخم والتوظيف لشهر مايو الماضي؟
تضيف قراءة التضخم الأمريكي المرتفعة لشهر مايو الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التوظيف في القطاع الخاص لنفس الشهر، المزيد من التعقيد إلى مهمة الفيدرالي. هذه البيانات تشير إلى استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يمكن أن يغذي المخاوف من استمرار التضخم عند مستويات أعلى من المستهدف.
من وجهة نظر الفيدرالي، تعني هذه البيانات أن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة وأن سوق العمل لا يزال قويًا. هذا قد يمنح الفيدرالي مساحة أقل للمناورة فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة. فبدلاً من التفكير في تخفيف السياسة النقدية، قد يرى الفيدرالي نفسه مضطرًا للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول لضمان السيطرة على التضخم، أو حتى التفكير في رفعها إذا استمرت هذه المؤشرات في الارتفاع.
يزيد هذا الوضع من احتمالية اتخاذ الفيدرالي لموقف “متشدد” في اجتماعه اليوم، مما قد يدعم الدولار الأمريكي ويزيد من الضغط على أسواق الأسهم، خاصة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية التي تزيد من حالة عدم اليقين.
بإختصار؛ تترقب الأسواق العالمية اليوم لحظة حاسمة تجمع بين قرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة والوضع الجيوسياسي المتوتر، مع الأخذ في الاعتبار البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تدعم استمرار الضغوط التضخمية، وقد تكون القرارات حاسمة في توجيه حركة الأسواق.