أعلن وزير الطاقة السوري محمد البشير، اليوم الخميس، إبرام اتفاق مع تركيا يشمل مجالات الطاقة والكهرباء، بما في ذلك مد خط أنابيب غاز يربط البلدين.
وقد وقّع البشير ونظيره التركي ألب أرسلان بيرقدار، اليوم، اتفاقية تعاون مشترك لتطوير وتعزيز التعاون في مجال الطاقة، حيث يزور الأخير دمشق على رأس وفد اقتصادي، قبل أن يلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع.
وقال الوزير السوري عقب التوقيع، إن سوريا تسعى لاستكمال مشروع خط الغاز مع تركيا، على أن تبدأ الإمدادات اعتبارا من شهر حزيران المقبل، كما تعتزم استكمال وصل خط التوتر لربط مدينتي كلس وحلب، حيث تشمل الاتفاقية إقامة خط ربط كهربائي بواقع 400 كيلو فولت يصل تركيا بسوريا، ومن المتوقع تشغيله بحلول نهاية العام.
ووصف سعود الرحبي المستشار المالي والمحلل الاقتصادي السوري، في تعليقه لموقع حلب اليوم، هذه الاتفاقية بأنها خطوة هامة في سياق تعميق العلاقة الإستراتيجية بين تركيا وسوريا بعد سنوات من القطيعة، حيث “تحمل في طياتها دلالات اقتصادية عميقة”.
ورأى أنها ستخفّف أزمة الطاقة الحادة في سوريا، وتسهم بشكل كبير في تخفيف أعباء التقنين على المواطنين وتحسين أداء المنشآت الحيوية مثل المستشفيات والمضخات والمصانع، كما يشمل الاتفاق مجالات أوسع، منها استثمارات تركية في قطاعات التعدين والفوسفات وتوليد وتوزيع الكهرباء في سوريا.
وبحسب الخبير السوري فإن الاتفاقية ستدعم جهود إعادة الإعمار، حيث يحظى قطاع الطاقة بالأولوية القصوى ضمن هذه الجهود، ويمكن أن يفتح الباب أمام استثمارات إضافية تعيد رسم خريطة الطاقة في المنطقة.
ويشير “توقيع اتفاق بهذا الحجم إلى تحول كبير في العلاقات الثنائية بين أنقرة ودمشق، وقد يمهد الطريق لتعاون أوسع في المستقبل”، فوفقًا للرحبي “يبدو الاتفاق بشكل عام واعدًا لسوريا على الصعيد الاقتصادي والإنساني، وقد يفتح آفاقًا جديدة وواسعة للتعاون الإقليمي بين البلدين”.
من جانبه قال الوزير التركي بيرقدار، إن سوريا تعمل منذ كانون الأول الماضي على إعادة البناء في كل المجالات وتركز الجهود على قطاع الطاقة، مبيناً أن بلاده ستبدأ قريبا بتصدير ملياري متر مكعب من الغاز إلى سوريا، دون أن يذكر تاريخًا محددًا.
وأوضخ أن الضخ سيكون بمعدّل 6 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، كمارستوفر تركيا لسوريا 1000 ميغاوات من الكهرباء، وهو ما يعادل 3 أضعاف الكمية المُصدرة حاليا للشمال السوري.
وكان في استقبال بيرقدار والوفد المرافق له في مطار دمشق الدولي، القائم بأعمال السفارة التركية في دمشق برهان كور أوغلو وعدد من المسؤولين السوريين.
يأتي ذلك في ظل انفتاح دولي على سوريا، بينما تعمل دمشق على زيادة التعاون الاقتصادي مع كافة الدول، وجلب الاستثمارات، وتعد الحكومة بانتعاش اقتصادي قريب.