انسحبت يوم أمس الأربعاء الدفعة الثانية من عناصر قوات “قسد” من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، متوجهة نحو مناطق شرق الفرات، وذلك في إطار تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية و”قسد”.
وأوضح “عقيل حسين”، المسؤول في مكتب العلاقات العامة للأمن العام، في تصريح لقناة “حلب اليوم”، أن هذه الدفعة تضم نحو 500 مقاتل، مشيرًا إلى أن العملية تُعد استئنافًا لتنفيذ الاتفاق بين الطرفين، مضيفا أن تبادل الأسرى المتبقين بين الجانبين سيُستأنف خلال الأيام المقبلة وفق ما نص عليه الاتفاق.
ووفقًا لمراسل “حلب اليوم”، فقد رافقت قوى الأمن العام وعناصر من وزارة الدفاع السورية رتلًا عسكريًا تابعًا لقسد خلال توجهه إلى شمال شرقي سوريا، وذلك ضمن مراحل تنفيذ الاتفاق، ومن المتوقع أن تتولى قوات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية إدارة الملف الأمني في الحيين بعد استكمال انسحاب “قسد” بالكامل.
وفي السياق ذاته، أوضح “عبد الكريم ليلى”، مدير مديرية الإعلام في محافظة حلب، بتصريح صحفي سابق أن القوات الأمنية السورية ستتسلم قريبًا المهام الأمنية في الشيخ مقصود والأشرفية، في إطار اتفاق شامل بين الحكومة السورية و”قسد”، وينص الاتفاق على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لقسد ضمن مؤسسات الدولة السورية.
وأكد “ليلى” أن المؤسسات المدنية والمجالس المحلية في الحيين ستُعاد تفعيلها بالتنسيق مع محافظة حلب، بهدف إعادة الحياة الإدارية والمدنية بشكل كامل وضمان استقرار الأوضاع، مشددًا على أن الحيين سيخضعان للإدارة السورية مع احترام الخصوصية الثقافية والاجتماعية لسكانهما، أسوة ببقية المناطق السورية ذات التنوع المجتمعي.
ويُعد هذا الاتفاق امتدادًا لتفاهم أوسع جرى توقيعه في 10 آذار الماضي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، وتضمن الاتفاق بنودًا لدمج مؤسسات قسد في الدولة السورية، بما يشمل انسحاب القوات العسكرية من المناطق المتفق عليها.
كما شهد مطلع نيسان الجاري توقيع اتفاقية تفصيلية من 14 بندًا بين ممثلين عن حيّي الشيخ مقصود والأشرفية وبين جهاز الأمن العام في حلب، وتضمنت الاتفاقية الانسحاب التدريجي لقوات “قسد”، وتبادل المعتقلين، وصولًا إلى تبييض السجون، بالإضافة إلى ضمان تمثيل عادل للحيين في مجلس مدينة حلب، والحفاظ على طابعهما الثقافي.
وجرى تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، بتبادل الأسرى بين الحكومة و”قسد” يوم أمس الخميس 3 نيسان، حيث تبادل الطرفان عشرات الأسرى عند دوار شيحان قرب حي الأشرفية في مدينة حلب،
ومن المتوقع أن تُجرى عملية تبادل جديدة خلال الأيام المقبلة، وذلك عقب توصل الطرفين إلى اتفاق بعد تجاوز بعض الإشكالات التي طرأت في الفترة السابقة حول موضوع التبادل.