تُعد محطة ضخ المياه في الخفسة، الواقعة في ريف حلب الشرقي، المصدر الأساسي لتزويد مدينة حلب بالمياه، إلا أن المحطة تعرضت مؤخراً لاستهداف مباشر من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما أدى إلى تعطيل عملياتها الحيوية وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، فضلاً عن إصابة العديد من العاملين المدنيين.
ورغم المناشدات المستمرة لوقف هذا الاستهداف، تتواصل الهجمات التي طالت مساكن العمال والآليات المدنية، ما يمثل تصعيداً خطيراً يؤثر في حياة المدنيين في مدينة حلب وضواحيها.
مؤسسة المياه في حلب تعمل لضمان وصول الحد الأدنى من كميات المياه إلى أحياء المدينة، حيث يُوَزَّع المياه بالتناوب حسب الإمكانيات المتاحة.
وأكد هائل عاصي، مدير فرع الهلال الأحمر بحلب لحلب اليوم أن الهلال الأحمر وشركاءه يعملون منذ اللحظات الأولى للاستجابة لاحتياجات السكان المتضررين،
وقال: “نحن نعمل بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسة مياه الشرب لضمان استمرار عمل منظومة المياه في حلب، رغم الأضرار التي لحقت بالمحطات.”
وأشار عاصي إلى أن الهلال الأحمر قدم قطع غيار للمحطات المتضررة، وتنفيذ صيانة كاملة لمحركين في محطة التعقيم الثالثة بسليمان الحلبي، التي خرجت عن الخدمة في بداية الثورة.
وأضاف: “نعمل على مراقبة جهد الشبكة الكهربائية لحماية المضخات من التلف بسبب الانقطاعات المستمرة.”
وأوضح أن الاشتباكات المتصاعدة في المنطقة أدت إلى انقطاع التغذية الكهربائية عن المحطات، ما تسبب بخروج سد تشرين المغذي بالطاقة عن الخدمة.
وأكد أن الهلال الأحمر حصل على موافقات من الجهات المتنازعة لتأمين وصول آمن لورشات الصيانة الكهربائية.
وأفاد مدير فرع الهلال الأحمر بحلب بأن الهلال الأحمر العربي السوري يواصل العمل على تغذية المراكز الحيوية في حلب بالمياه الصالحة للشرب، قائلاً: “نقوم يومياً بنقل حوالي 200 متر مكعب من المياه لتخديم المشافي والأفران ودور العجزة”، مشيرا إلى أنه يُعْمَل على تأهيل عدد من آبار الطوارئ التابعة لمؤسسة المياه في حلب لتوفير مصادر مياه بديلة.
وأضاف: “قدّمنا تجهيزات ومعدات للشركة العامة للكهرباء لإجراء الصيانة اللازمة على الخطوط المغذية لمحطات الضخ” مؤكداً أن فرق الهلال الأحمر مستمرة في تقديم المساعدات والمواد الإغاثية للعمال وأسرهم في محطات التعقيم والمعالجة.
وأوضح عاصي أن الهلال الأحمر بالتعاون مع الصليب الأحمر يعمل على تأمين وصول المشغلين إلى محطات ضخ المياه لتقييم الأضرار وصيانة المحركات، وأضاف: “نواصل العمل ميدانياً لتقييم الاحتياجات وتخفيف معاناة السكان وضمان استمرار منظومة المياه التي تخدم أكثر من 4 ملايين شخص في حلب وريفها.”
وشدد في ختام حديثه على ضرورة مناشدة الأطراف جميعهم لتحييد المنشآت الحيوية مثل محطات المياه والطاقة عن الأعمال العسكرية، قائلاً: “يجب العمل والمناشدة لجميع الجهات والأطراف لتحييد محطات ومنشآت المياه والطاقة والبنى التحتية الحيوية في محافظة حلب ووقف الأعمال العسكرية بالقرب منها”
استمرار استهداف محطة الخفسة يهدد حياة مئات الآلاف من سكان حلب الذين يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للمياه، ويقع العبء الأكبر على العاملين في مؤسسة المياه الذين يسعون جاهدين لتخفيف معاناة السكان.
هبة الله سليمان