يتخوف آلاف السوريين اللاجئين في دول الخارج من تعرضهم للترحيل، بسبب تأخير النظام المخلوع في تسليمهم جوازات السفر التي أرسلوها للتجديد عبر القنصليات، فيما يطالبون الحكومة الانتقالية بالتحرك العاجل لحل مشكلتهم.
وكانت سفارة سلطة الأسد في الجزائر، قد أعلنت في آب/ أغسطس الماضي، قبولها طلبات تجديد جوازات السفر للسوريين، عبر المركز القنصلي الإلكتروني، وبادر آلاف السوريين في الخارج للتقديم ودفع الرسوم دون أن يتلقوا ردودا، رغم مضي نحو أربعة أشهر.
وقال المحامي السوري، مدير مركز حريات برابطة الصحفيين السوريين، إبراهيم الحسين، لموقع حلب اليوم، إن هناك تخوفا بالفعل من تعرض آلاف السوريين للترحيل، وهذه المخاوف مبررة، لأن تجديد الإقامات يتطلب وجود جواز السفر.
ومن المفترض أن يتم تسليم الجوازات لأصحابها منذ أسابيع، بعد تجديدها في السفارة بالجزائر وإرسالها بالبريد إلى القنصليات، لكن ذلك لم يحدث، كما لم ترد السفارة على أسئلة المراجعين.
ولدى تواصل حلب اليوم مع حكومة تصريف الأعمال السورية، واستفسارها عن الموضوع، قالت الحكومة إنها تتابع القضية، ووعدت بمتابعة الملف خطوةً بخطوة.
وبحسب الحسين فإن “الحل الوحيد هو إرسال الجوازات الجديدة بسرعة لأصحابها”، داعيا الخارجية السورية لأن تتواصل مع سلطات الدول المختلفة التي يوجد فيها لاجئون لتوضيح المشكلة لهم حول قضية إصدار جوازات السفر، وأن تطلب من تلك الدول إعطاء مهل إضافية حتى يتسنى للمقيمين فيها تجديد إقاماتهم.
وحول تفاصيل المشكلة، قال المحامي السوري، إنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها السوريون طلب تجديد جوازات السفر عبر المركز القنصلي الإلكتروني، حيث كانت المدة التي يتطلبها استلام الجواز منجزاً حوالي 30 يوماً في العادة.
وفي شهر آب الماضي باتت الجوازات تنجز في السفارة السورية بالجزائر، بعد أن كانت تُنجز في السفارة بمسقط، وقدم السوريون الطلبات ودفعوا الرسوم وأرسلوا الوثائق مع الجواز القديم للسفارة بالجزائر، وبعد ثلاثة أشهر قيل لهم عبر الموقع الإلكتروني إن الجواز منجز وجاهز للتسليم بالبريد، ولكن رغم مرور شهر لم يتم تسليم تلك الجوازات للبريد، ولا أحد يعرف السبب.
وباءت محاولات التواصل مع السفارة، والخارجية، وإدارة الموقع الإلكتروني بالفشل، فيما يبقى مصير آلاف جوازات السفر مجهولا حتى الآن.
وأوضح الحسين أنه حاول الاتصال مع الحكومة الجديدة عبر معرفاتها، لكنه لم يتلقّ أي جواب، حتى اليوم، فيما يبقى آلاف السوريين في حاجة للجوازات إما لاستخدامها في تجديد إقاماتهم في الدول التي يقيمون فيها، أو لاستخدامها في السفر.
وقد يتكلف أصحاب الجوازات بدفع غرامات باهظة عن كل يوم يمر دون تجديد الإقامات، لأنها إما منجزة ولم يتم تسليمها للبريد رغم مرور شهر تقريباً على إنجازها، أو لأن مصيرها مجهول بعد توقف موقع المركز القنصلي، وفقا للحسين.
وكانت سفارة سوريا في الجزائر قد رفعت علم الثورة السورية فوق ساريتها، معلنة تأييدها للتغيير، لكن السوريين يشتكون من استمرار الأسلوب نفسه في التعامل معهم باستعلاء.