تعيش مدينة الرقة أوضاعًا إنسانية مأساوية في ظل تصاعد انتهاكات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عقب سقوط نظام الأسد، والتي نقلت المعدات الطبية والحيوية من المشفى الوطني وصوامع الحبوب والمنشآت العامة إلى الحسكة، بالتزامن مع انقطاع كامل لخدمات المياه والكهرباء، ومع اشتداد الوضع، يعاني السكان من ظروف اقتصادية خانقة، وسط استمرار حملة اعتقالات واسعة بحق الشباب.
نقلاً عن مراسل حلب اليوم، يشهد سكان الرقة انقطاعاً كاملاً في مياه الشرب والكهرباء منذ صباح 14\12\2024، ما زاد من الأعباء المعيشية على الأهالي الذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة، وعلى الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار إلى 9000 ليرة سورية، فإن أسعار المواد الغذائية لم تتأثر، ما عمّق معاناة المواطنين الذين يعتمدون على دخل يومي محدود لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأشار المراسل إلى أن “قسد” أقدمت على إفراغ المشفى الوطني من المعدات الطبية الضرورية، بالإضافة إلى تفريغ صوامع الحبوب والمنشآت التعليمية ومحطات الكهرباء والمياه، ونقلها إلى مدينة الحسكة، بالتزامن مع قطع شبكة الإنترنت بحجّة إصلاح أبراج التغطية، وشنت “قسد” حملة مداهمات واسعة في أحياء الرقة، أسفرت عن اعتقال ما يقارب 50 شاباً، وقامت بنصب حاجز أسفل جسر “حويجة زهراء” بريف الرقة لتستمر في اعتقال الشبان وسوقهم للتجنيد الإجباري، وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن القوات صادرت عدداً من الهواتف المحمولة الخاصة بـ مقاتليها، في خطوة تعكس تصاعد التوتر الأمني داخل صفوفها.
بينما في مدينة الطبقة، عززت “قسد” انتشارها الأمني بالتزامن مع تشييع شاب من عشيرة الوهب قُتل على أحد حواجزها العسكرية. وتهدف هذه الإجراءات إلى منع خروج مظاهرات غاضبة خلال التشييع، ما يعكس حالة الاحتقان الشعبي المتزايدة في المنطقة، خاصةً مع تحرير سوريا من نظام الأسد ومازالت تعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة قسد من الظلم والاستبداد والانتهاكات بحق المدنيين.
تُظهر التطورات الأخيرة في الرقة تصاعداً ملحوظاً في الانتهاكات التي تمارسها “قسد”، والتي تزيد من معاناة السكان على الصعيدين الإنساني والأمني، هذه الانتهاكات تُفاقم من مشاعر الغضب والإحباط بين الأهالي، في وقتٍ تزداد فيه الحاجة إلى حلول عاجلة تُنهي هذا الوضع الكارثي.