انطلقت صباح اليوم، الخميس 21 تشرين الثاني، فعاليات المنتدى الدولي الأول للمباحثات الاستراتيجية تحت عنوان “البحث عن التواصل والثقة في العالم الإسلامي”، بتنظيم من جامعة غازي عنتاب الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا، إذ يُعقد المنتدى في صالة شاهين باي التابعة للمكتبة الوطنية في حي قراطاش بمدينة غازي عنتاب، ويستمر على مدار يومين حتى 22 تشرين الثاني.
ويُعتبر المنتدى حدثاً فريداً من نوعه، ويهدف إلى مناقشة أبرز التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وتعزيز التعاون والتواصل بين الدول والشعوب الإسلامية في ظل أزمات متصاعدة تتطلب حواراً بنّاءً، حيث يتضمن جدول أعمال المنتدى مجموعة من النقاشات والجلسات الحوارية التي تتناول قضايا أساسية مثل بناء الثقة، مواجهة التطرف، ووضع استراتيجيات للوحدة الإسلامية.
وتتولى قناة “حلب اليوم” تغطية كافة فعاليات المنتدى على مدار يوميه كراعي إعلامي رئيسي، حيث تعمل على متابعة النقاشات والحوارات الجارية، وتسليط الضوء على المحاور الرئيسية التي يتم تناولها، كما ستقوم القناة بنقل آخر المستجدات وأبرز المخرجات، ما يمنح جمهورها فرصة الاطلاع المباشر على ما يدور في المنتدى وتحليل أهم الأفكار والتوصيات التي ستصدر عنه.
محاور المنتدى وأهدافه
ويهدف المنتدى إلى دراسة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، مثل غياب الثقة، التدخلات الخارجية، التطرف والإرهاب، والخلافات السياسية والتاريخية، كما يسعى إلى وضع أسس جديدة لتعزيز الوحدة بين الشعوب الإسلامية من خلال حوارات استراتيجية تعكس آمال وتطلعات المجتمعات.
ووفق مراسلي حلب اليوم، فقد افتُتحت فعاليات المنتدى بكلمات مؤثرة لعدد من الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي، إذ ألقى أ.د. علي أرباش، رئيس الشؤون الدينية التركية، كلمة بعنوان “العالم الإسلامي وتركيا”، تطرّق فيها إلى أهمية دور تركيا في تعزيز القيم الإسلامية وتقديم الدعم للدول الإسلامية.
كما تحدث وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق الشبابي، عن “مستقبل المجتمع المدني في العالم الإسلامي”، مؤكداً على أهمية دور المجتمع المدني في بناء مجتمعات إسلامية متماسكة، أما أ.د. علي محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقد تناول في كلمته “مستقبل المجتمعات الإسلامية”، مشيراً إلى ضرورة التعاون لمواجهة التحديات الراهنة.
نقاشات وجلسات حوارية بارزة
وشهد المنتدى في يومه الأول جلسات حوارية حيوية، منها جلسة بعنوان “ماضي المجتمعات الإسلامية: من الاختلاف إلى التفكك”، التي تناولت الأسباب التاريخية لتفكك الأمة الإسلامية، كما عُقدت جلسة بعنوان “فكرة الوحدة في العالم الإسلامي: المرتكزات التاريخية والإمكانيات”، التي ناقشت إمكانية تحقيق الوحدة الإسلامية وتحديد الآليات اللازمة لذلك.
وأفادت مصادر مطلعة أن المنتدى يركز على تقديم رؤى جديدة تتعلق بتعزيز التعاون بين المجتمعات الإسلامية وتطوير سياسات عملية لمواجهة التحديات، كما يُتوقع أن تُصدر توصيات هامة من شأنها أن تُسهم في بناء علاقات أقوى بين الدول الإسلامية وتعزيز الحوار الثقافي والديني.
دور جامعة غازي عنتاب الإسلامية
وقبل أيام أكّد الدكتور شيخموس ديمير، رئيس جامعة غازي عنتاب الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا، لقناة حلب اليوم، أن هذا المنتدى يعكس رؤية الجامعة الرامية إلى أن تكون جسراً للحوار بين الشعوب الإسلامية، وأوضح أن المنتدى يتطلع إلى تحليل الأسباب الجذرية للتفرقة بين المجتمعات الإسلامية، ودراسة التدخلات التي تعيق التقدم والوحدة.
وأضاف الدكتور ديمير أن المنتدى يُعد منصة استراتيجية تسعى لبناء جسور الثقة والتواصل بين الشعوب الإسلامية، مع التركيز على محاربة التطرف والإرهاب ودعم التنمية المستدامة، وأشار إلى أن الجامعة، رغم التحديات التي واجهتها، تبذل جهوداً مستمرة لتعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي مع العالم الإسلامي.
واختتم الدكتور ديمير حديثه بالإشارة إلى أهمية المنتدى في تشكيل مستقبل أفضل للأمة الإسلامية، معرباً عن أمله في أن يُسهم هذا الحدث في تقديم حلول استراتيجية تُساعد في تحقيق الوحدة الإسلامية وبناء مجتمع متماسك يستند إلى القيم الإسلامية الأصيلة.
هذا ويضم المنتدى نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بالإضافة إلى مشاركة شبابية واسعة، إذ تُنظم خلال الحدث ورش عمل متخصصة تهدف إلى مناقشة القضايا الملحة وإيجاد حلول عملية.
ومن المتوقع أن يخرج المنتدى بتوصيات فعّالة تُسهم في تعزيز التعاون الإسلامي وتحقيق التواصل المستدام بين الدول والشعوب الإسلامية، حيث يُعد هذا الحدث خطوة مهمة نحو بناء مستقبل يعكس تطلعات الشعوب الإسلامية ويعزز حضورها على الساحة الدولية.
يُذكر أن جامعة غازي عنتاب الإسلامية، التي تأسست عام 2018، تُعتبر من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في تركيا، وتقدم برامج متميزة في مختلف التخصصات، مما يعكس التزامها بدعم قضايا الأمة الإسلامية وتعزيز التعاون الدولي.