مع انخفاض درجات الحرارة ودخول الشتاء، يواجه أهالي مدينة حمص وريفها معاناة متزايدة في تأمين مواد التدفئة، حيث باتت أسعار الحطب والبيرين (مخلفات عصر الزيتون) تتصدر اهتمامات المدنيين في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وارتفاع أسعار المحروقات التي تفوق قدرتهم الشرائية.
يقول مراسل “حلب اليوم” في حمص إن أسعار الحطب شهدت ارتفاعاً كبيراً هذا الموسم، حيث بلغ سعر طن حطب اللوز نحو مليونين وثمانمائة ألف ليرة سورية (ما يعادل 180 دولاراً أمريكياً)، بينما تجاوز سعر طن البيرين حاجز الثلاثة ملايين ليرة سورية.
ونقل مراسلنا على لسان أحد سكان قرية المكرمية شمال حمص، ويدعى “م.ص”، أن العائلة الواحدة تحتاج إلى حوالي طنين من الحطب خلال فصل الشتاء، ما يدفعهم للبحث عن أي مواد قابلة للاشتعال في الأزقة والشوارع، بمساعدة أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاماً.
وأضاف أن جمع المواد البلاستيكية والكرتونية أصبح ظاهرة مألوفة بين سكان القرى، بعدما كان يُنظر إليه سابقاً كأمر غريب.
البحث عن بدائل خطيرة للتدفئة
“محمد.أ”، رب أسرة مكونة من خمسة أفراد، أشار إلى أن تأخر رسائل توزيع مازوت التدفئة عبر البطاقة الذكية، والتي لا تكفي سوى لعدة أيام حتى عند توفرها، أجبره على البحث عن بدائل خطيرة مثل الزيت المعدني المحروق الذي يُجْمَع من ورشات إصلاح السيارات.
وأكد محمد أنه يُدرك خطورة استخدام هذا الزيت داخل المنزل على صحة الأسرة، لكنه يعتبره الخيار الوحيد لتوفير الدفء.
وفي سياق متصل، أفاد مراسل “حلب اليوم” بأن شريحة واسعة من أهالي ريف حمص لجأت لاستخدام وسائل بدائية للطهو والتدفئة، مثل البابور والحطب، بسبب النقص الحاد في الغاز المنزلي وارتفاع سعر تبديل الأسطوانة في السوق الحرة إلى 380 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتب موظف حكومي لشهرين.
وأوضح أن الأهالي لم يعودوا يكترثون بالكهرباء بسبب فترات التقنين الطويلة التي تصل إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل، تتخللها انقطاعات متكررة نتيجة الإهمال الفني وعدم قدرة المحولات الكهربائية على تحمل الضغط.
تجدر الإشارة إلى أن مخصصات التدفئة عبر البطاقة الذكية تبلغ 50 لتراً فقط لكل عائلة، بسعر 5000 ليرة سورية للتر الواحد، وهي كمية لا تكفي سوى لعشرة أيام في حال استخدام خمسة لترات يومياً، ما يزيد معاناة الأهالي في مواجهة برد الشتاء القارس.