أفادت مصادر عسكرية خاصة لقناة حلب اليوم بانتشار واسع لميليشيات حركة النجباء بالتعاون مع ميليشيا حزب الله اللبناني في محيط بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي يوم السبت 2 تشرين الثاني/نوفمبر، ضمن عملية تمشيط أمني تهدف إلى تعزيز سيطرة هذه الميليشيات في المنطقة.
وأكد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، لمراسلة حلب اليوم، أن هذه التحركات تأتي بتوجيهات مباشرة من قيادات عليا في الجهتين، بهدف تحويل مناطق ريف حلب الشرقي إلى قواعد مركزية تسهم في توسيع النفوذ الإيراني واللبناني في سوريا.
تحويل البلدات إلى مراكز عملياتية
أوضح المصدر أن الهدف الأساسي من هذه العملية هو تأمين بلدتي مسكنة ودير حافر، حيث تسعى الميليشيات إلى إنشاء نقاط عسكرية استراتيجية تمتد باتجاه البادية السورية.
وتعتبر البادية السورية بحسب مراسلتنا منطقة مفتوحة، تسهم في ربط مناطق سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق السوري وصولاً إلى ريف حلب الشرقي، مما يعزز قدرتها على التحكم بالمناطق الداخلية واستغلالها كطرق لوجستية وعملياتية دون الحاجة إلى المرور عبر الحدود المباشرة.
إنشاء مستودعات عسكرية
كما أضاف المصدر أن العملية تتضمن تجهيز مستودعات تحتوي على صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وطائرات مسيّرة، حيث ستُخَزَّن ضمن الأحياء السكنية في بلدات مسكنة ودير حافر.
وتقدر عدد هذه المستودعات المخطط إنشاؤها وفقا للمصدر بين 5 إلى 9 مستودعات ستُوَزَّع في المناطق السكنية بعد تأمينها بالكامل.
ووفق مراسلتنا، فإن هذه الخطوة أثارت مخاوف جدية لدى السكان الذين أعربوا عن خشيتهم من أن تتحول مناطقهم إلى أهداف عسكرية مستقبلية في حال تعرضت هذه المواقع لقصف أو استهداف من قبل إسرائيل.
دوافع الانتشار الجديد
وفي هذا السياق، أكد المحلل العسكري، سعيد العبد الله، لـ حلب اليوم أن هذا الانتشار هو جزء من خطة إيرانية لتعزيز وجودها في المناطق الاستراتيجية داخل سوريا، خاصة في البادية السورية.
وبحسب العبد الله، فإن التحكم في مناطق مفتوحة كهذه يتيح لإيران وميليشياتها إمكانية التحرك بحرية، وتجنب الطرق التقليدية التي قد تكون عرضة للمراقبة أو الهجمات، كما توفر مساحات واسعة لإنشاء قواعد ومخازن يصعب استهدافها بشكل مباشر.
وأضاف أن إيران تسعى من خلال هذه التحركات إلى تحصين مواقعها على الأرض وضمان وجود قواعد عسكرية بعيدة عن الأنظار، تمكنها من تنفيذ عمليات مستقبلية أو صد أي تحركات مضادة من قبل أطراف معارضة أو أطراف دولية.
وتابع موضحاً أن المستودعات العسكرية التي تُنْشَأ في المناطق السكنية تأتي لتقليل احتمالية تعرضها للاستهداف المباشر من الطيران، حيث تعتبر الميليشيات هذا الأسلوب كحماية من الضربات الجوية.
انعكاسات ميدانية وتصاعد التوترات
ويُحتمل بحسب العبد الله أن تؤدي هذه التحركات إلى تفاقم التوترات في المنطقة، خاصة مع تزايد نشاط الميليشيات الموالية لإيران في سوريا ومواصلة إسرائيل في ملاحقتهم جواً داخل الأراضي السورية واللبنانية، وهو ما قد يُحول ريف حلب الشرقي إلى مسرح جديد للطائرات الإسرائيلية.
ويرى المحلل العسكري أن هذا الانتشار قد يكون مقدمة لتصعيد أكبر في المنطقة، حيث تعمل إيران على ترسيخ قواعدها بشكل يصعب استهدافه أو تفكيكه بسهولة، ما يزيد تعقيد أي جهود للحد من نفوذها في سوريا، ويزيد احتمالية تدخل دولي أو ضربات مكثّفة قد تؤدي إلى تصعيد أوسع في المستقبل.
ومن المرجح أن تصبح هذه المنطقة نقطة مواجهة ساخنة بين إسرائيل ومليشيات إيران، وفقا لمراسلتنا، التي اختتمت حديثها بالتأكيد على أن سكان المنطقة باتوا يخشون من أن يتحولوا إلى ضحايا لسيناريوهات لا يتحكمون بها.