مع اقتراب فصل الشتاء، شهدت مدن وبلدات محافظة الحسكة ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المدافئ، حيث تجاوز سعر بعضها مليون ونصف ليرة سورية خلال الأيام القليلة الماضية، ما شكّل عائقاً كبيراً أمام العديد من الأهالي، وخاصة الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل، الذين يجدون صعوبة في توفير وسائل التدفئة اللازمة لمواجهة برد الشتاء القارس.
وبحسب مراسلة حلب اليوم في الحسكة، فإن أسعار المدافئ لهذا العام تبدأ من 35 دولاراً أمريكياً للنوعيات المتدنية الجودة، في حين تتجاوز أسعار المدافئ ذات الجودة الجيدة 75 دولاراً، أما المدافئ ذات الجودة المتوسطة، فتتراوح أسعارها بين 40 و55 دولاراً، مما يضيف عبئاً مادياً إضافياً على الأهالي، ويزيد من صعوبة توفير وسائل التدفئة.
حلول غير مجدية
أمام الارتفاع الكبير في أسعار المدافئ، اتجه العديد من المواطنين إلى إصلاح مدافئ الوقود القديمة عوضا عن شراء مدافئ جديدة، لتخفيف الأعباء المالية المتزايدة، تُشير سمر سلو، ربة منزل من القامشلي، لقناة حلب اليوم، إلى أن الظروف المعيشية المتردية جعلت من تأمين وسائل التدفئة أزمة حادة لأهالي المنطقة مع قدوم فصل الشتاء. وأوضحت أن ارتفاع الأسعار دفعها للبحث عن بدائل أقل تكلفة، مثل صيانة المدافئ القديمة، حيث ذكرت: (صيانة المدفأة القديمة بتكلفة تتراوح بين خمسين إلى مئة ألف ليرة سورية تُعد خياراً أفضل من شراء مدفأة جديدة يصل سعرها إلى مليون ليرة، فالهدف واحد في النهاية، وهو الحصول على الدفء في الشتاء).
وأضافت سمر أن هذه الحلول ليست جديدة عليهم، فقد اعتادوا مواجهة شتاء كل عام، حيث أصبحت صيانة المدافئ القديمة ومواجهة ظروف البرد القاسية جزءاً من واقعهم اليومي، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
يُذكر أن نوعية المحروقات التي توزعها لجنة المحروقات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) غالباً ما تكون منخفضة الجودة، مما يتسبب بمشكلات حتى للمدافئ الجديدة.
وتبدأ عمليات صيانة المدافئ عادةً في شهر تشرين الأول، وتستمر حتى شهر شباط، حيث تتركز الأعطال بشكل رئيسي في الحرّاق، إذ يؤدي انخفاض نقاء المحروقات إلى تراكم الكربون داخل المدفأة، مما يؤثر في كفاءتها، ويجعل التنظيف الدوري ضرورياً، وفقا لمراسلتنا.
وتتطلب عملية الصيانة فك المدفأة بالكامل وتنظيف بيت النار لإزالة التراكمات الكربونية وإعادة المدفأة إلى وضعها الطبيعي، ويواجه الأهالي هذا الأمر سنوياً، بحسب مراسلتنا، إذ أصبحت صيانة المدافئ جزءاً من استعداداتهم الأساسية لفصل الشتاء، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل استبدال المدافئ خياراً غير متاح للكثيرين.
في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع أسعار المحروقات والمدافئ، يجد الأهالي في الحسكة أنفسهم مضطرين للبحث عن حلول بديلة لمواجهة برد الشتاء، ورغم الصعوبات، يواصلون التكيف مع واقعهم عبر صيانة مدافئهم القديمة لضمان الدفء لعائلاتهم.