تتحدث تل أبيب عن ضربة كبيرة تخطط لتوجيهها إلى إيران، بعد مضي نحو ثلاثة أسابيع على قصف الأخيرة للأراضي المحتلة بنحو 180 صاروخا، بينما تستمر المشاورات مع واشنطن منذ ذلك الحين.
ورغم التهديد والوعيد الإسرائيلي، إلا أن أي ضربة لم توجه للأراضي الإيرانية حتى اليوم، وتتحدث تقارير أمريكية عن محاولات مفترضة للرئيس الأمريكي جو بايدن لتخفيف اندفاع بنيامين نتنياهو.
وتؤكد مصادر عبرية أن إسرائيل تستعد لرد إيراني في المقابل، فيما لو وجهت ضربة قوية لطهران، ربما تشمل المفاعلات النووية.
يستبعد الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، في إفادته لموقع حلب اليوم، اندلاع حرب بين الجانبين، على الرغم من كل التصريحات التي تتردد بشكل يومي.
وقال إنه لا يؤيد فكرة أن إيران يمكنها فتح حرب كبرى على إسرائيل، مضيفا: “لا أتصور أن أميركا تشجع على مثل هكذا حرب، بل هي سياسة إيرانية ما انفكت تمارس تكتيكاتها من أجل حفظ ماء الوجه والإمساك بما يسمى محور المقاومة والممانعة، تمهيدا لخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة ضمن تفاهمات ما مع الأميركيين”.
وفي حال حدث ردَ ما من قبل إيران فإنه سيكون “دون أن يؤثر على ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي، الذي ترعاه أميركا ومعها كل دول الغرب أو معظمها”.
ولا يرى معظم المراقبين إمكانية أن تنزلق الأمور لحرب بين الجانبين، بالرغم من تحذير إيران ووعيدها بردّ قاسٍ على أية ضربات تُجه نحو أراضيها، وتأكيد إسرائيل في المقابل إصرارها على استهداف البنية التحتية.
لكن هجوما “خطرا” وقع منذ أيام، قد يكون بمثابة حدث مفصلي في الحرب الدائرة الآن في المنطقة، ومن شأنه أن يزيد من كثافة وزخم الرد الإسرائيلي المفترض.
واعتبرت وسائل إعلام وصحف عبرية أن استهداف منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مستوطنة قيساريا الساحلية، يوم السبت الفائت، بطائرة مسيرة متفجرة، يعتبر نقطة تحول، إضافة لكونه رسالة من إيران، وليس فقط مجرد ضربة من ميليشيا حزب الله.
وكانت الأخيرة قد استهدفت قاعدة لواء “غولاني” جنوبي حيفا بمسيرة، منذ أسبوعين، وقالت إنها نقلت الحرب مع إسرائيل إلى مرحلة جديدة، اضطرت معها تل أبيب إلى فرض تدابير أمنية على كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية.
وحول إمكانية توسع الحرب بين إسرائيل و إيران وانعكاسها على الملف السوري؛ قال سعدو: “لن تتوسع حسب رؤيتي المواجهات بين إسرائيل وإيران، وستبقى حربا بالوكالة عبر الأدوات في لبنان واليمن والعراق وستبقى سلطة الأسد صامتة صمت القبور، حيث ترسل الرسائل اليومية إلى إسرائيل وأميركا مؤكدة أنها لن تدخل في الحرب لأن الأهم بالنسبة لها أن تستمر الحرب ضد الشعب السوري المعارض”.
وأضاف أن “الحرب الإسرائيلية مستمرة على أهل غزة لتدمير ما تبقى من غزة ولإنهاء حالة المقاومة في القطاع، أما في لبنان فسوف يخرج حزب طهران من المعركة منهكا، وستحاول إعادة قيامته دون إمكانية فعلية لإعادته كما كان، بمعنى أنه سوف يُقَوَّض الوجود الإيراني في المنطقة بدون إنهائه كليا”.
ورجح الكاتب أن “تستمر إسرائيل في العدوان على الجغرافيا السورية، وسط صمت عربي وأسدي مطبق”، مستبعدا حدوث امتداد حقيقي للحرب إلى “سوريا النظام”.
ونشرت وسائل إعلام غربية ما قالت إنهما وثيقتان مزعومتان للمخابرات الأميركية حول استعدادات إسرائيلية كبيرة للهجوم على إيران.
وتحدثت “الوثيقتان” عن نقل ذخائر أمريكية متقدمة إلى إسرائيل، مخصصة لمهاجمة الأراضي الإيرانية، حيث أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تدريبًا كبيرًا منذ أيام في هذا الإطار شاركت فيه طائرات استخباراتية وطائرات مقاتلة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، قد رفضا التعليق على الوثائق المسربة، دون أن ينفيا صحتها.