بدأ مزارعو ريف دير الزور جني محصولهم من الرمان مطلع تشرين الأول الحالي، وسط تقديرات إنتاج وُصفت بأنها “جيدة ومبشّرة”، بالرغم من انعكاس الجفاف والعوامل الجوية التي أثرت على ثمار الرمان في بعض الأراضي.
يقول مراسل حلب اليوم، إن موسم الرمان يوفر سنوياً فرص عمل لكثيرين، حيث يزداد الطلب على الأيدي العاملة خلال فترة جني المحصول.
وبحسب مزارعين وعمال مياومة قابلهم مراسل “حلب اليوم”، ارتفعت أجور العمال في ريف دير الزور مع بداية الموسم من 30 ألف ليرة سورية (ما يعادل دولارين أمريكيين) إلى 50 ألف ليرة عن كل خمس ساعات عمل.
وأفاد مراسلنا أن محصول الرمان في ريف دير الزور ينقسم إلى قسمين؛ الأول بدأ موسم قطافه مطلع تشرين الأول، والثاني يؤجل قطافه إلى مطلع تشرين الثاني حتى يصبح صالحا للعصر.
أكرم، أحد مزارعي ريف دير الزور الشرقي، يملك سبعة دونمات مزروعة بالرمان، قال لحلب اليوم إن إنتاجية المحصول هذا العام “جيدة” مقارنة بالموسم الماضي.
وأوضح أكرم أنه باع جزءاً من محصول الرمان، ولا يزال يتريث في جني باقي المحصول حتى يحين موعد عصر دبس الرمان.
وأشار إلى أن سعر كيلو الرمان وصل إلى 12 ألف ليرة سورية، منوّهاً إلى أن السعر يختلف بحسب الصنف.
وأضاف أكرم أن حوالي طن من ثمار محصوله، الذي يقدَّر بـ 15 طنًا، تشققت نتيجة الانخفاض الليلي في درجات الحرارة وارتفاعها نهاراً، لافتاً إلى أن الطقس هذا العام ساهم في زيادة نسبة التشقق عن السنوات السابقة، مؤكداً أن كمية الثمار المتشققة من محصوله لم تتجاوز 300 كيلوغرام في العام الماضي (2023).
أما المزارع رائد، الذي يملك عشرة دونمات في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، فكانت نسبة التشقق في محصوله أكبر، إذ لم يستطع سقاية محصوله بانتظام، وقال لحلب اليوم إن نسبة التشقق وصلت إلى نصف إنتاج المحصول.
وأشار إلى أن هذا التشقق قد يتسبب له بخسارة مالية في الموسم، مرجعاً السبب إلى ضعف منسوب البئر لديه، مما أدى إلى تأخير في ري محصوله.
أحد المهندسين الزراعيين قال لمراسل “حلب اليوم” إن تشقق ثمار الرمان هو مرض ناتج عن عدة أسباب، منها تبدل درجات الحرارة بين الليل والنهار، وعدم انتظام مواعيد السقاية، بالإضافة إلى نقص عناصر في التربة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم.
وحول تقليل آثار التشقق، أوضح المهندس أنه يمكن استخدام نترات البوتاسيوم مع بداية الموسم، وكذلك رش المحصول بالكالسيوم أو إضافته كسماد للتربة، مما يساعد على تقوية غلاف الثمرة.
وذكر المهندس أن الرمان يحتاج إلى ري مشبع كل 15 يوماً.
وتشكل زراعة الرمان في ريف دير الزور جزءاً أساسياً من الموروث الزراعي والاقتصادي، وموسماً سنوياً يحظى بأهمية كبيرة لدى سكانها منذ عقود بحسب مراسلنا.