تشهد أرياف إدلب بالإضافة لريف حلب الغربي حالة من التصعيد الواسع، منذ أيام، حيث كثفت الطائرات الروسية غاراتها بعد توقفها عن القصف لأشهر، فيما نشطت حركة طيران الاستطلاع والقصف المدفعي.
وتستهدف القذائف والصواريخ أي أهداف متحركة بالقرب من الجبهات، حيث ترسل طائرات الاستطلاع الإحداثيات لمدفعية قوات الأسد من أجل ضرب أي تجمعات أو تحركات، سواء كانت مدنية أو عسكرية دون تمييز.
كما لا تزال حركة الطائرات الانتحارية نشطة، حيث تستعملها الميليشيات الإيرانية بكثافة في القرى الواقعة قرب خط التماس.
ويشير مراسل حلب اليوم، إلى أن ذلك أربك حسابات المزارعين، مع اقتراب موسم قطاف الزيتون، حيث توجد مساحات واسعة من الكروم الواقعة في دائرة الخطر.
وينتظر المزارعون هطول المطر ليبدأ قطاف الزيتون في المنطقة، حيث يساهم تعرض الأشجار للمطر في الحصول على قطاف أفضل، لكن الفلاحين يتباينون في آرائهم حول موعد القطف الذي يمتد حتى نهاية العام.
يقول أبو محمد من جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، إنه يعاني كل عام من مسألة القطاف، بسبب حركة طيران الاستطلاع الذي يستهدف العمال في أثناء جني المحصول، وإنه يشعر بقلق خاص هذا العام مع حالة التصعيد.
وبحسب مراسلنا فقد استهدفت قوات الأسد، منذ صباح اليوم الأربعاء، عددا كبيرا من الأهداف، حيث أغارت طائرة انتحارية على قرية دير سنبل، في جبل الزاوية، واستُهدفت قرى مجدليا وبينين ومعربليت التي لقيت فيها طفلة حتفها، ووقعت عدة إصابات، وذلك في ريف إدلب الجنوبي، بالإضافة لضرب النيرب بالريف الشرقي بالمدفعية.
واستهدفت قوات الأسد بقذائف المدفعية قريتي التفاحية والكندة بريف اللاذقية الشمالي، وقرية العنكاوي بمنطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، ومناطق واسعة في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية، فيما تعرضت قرية كفر تعال بريف حلب الغربي لقصف بأكثر من 50 قذيفة مدفعية.
ويعرب أبو محمد عن مخاوفه بشأن الوضع في الأيام المقبلة، حيث إن التصعيد كبير في المنطقة، وذلك دون أن تحدث أية تحركات على الأرض، متسائلا كيف يمكن أن يكون الوضع فيما لو حدثت معركة ما؟.
وتشتهر محافظة إدلب بالزيتون على مستوى البلاد، لكنه يكثر في عموم الشمال الغربي، حيث تمتد كروم الزيتون في ريف اللاذقية الشمالي، وريفي حماة وحلب الغربيين؛ وجميعها مناطق تشهد توترات واستنفارا.
ومع محافظة زيت الزيتون على أسعار عالية، بات جني المحصول مصدرا لأرباح جيدة جدا بالمنطقة، فيما سيُفوِّت الحرمان من القطاف مبالغ كبيرة على المزارعين.
وقالت إدارة الدفاع المدني السوري، لحلب اليوم، إن استمرار القصف من قوات الأسد وحلفائه على المدن والبلدات في شمال غربي سوريا وخاصةً القريبة من مناطق سيطرة تلك القوات والميليشيات، تسبب بحالة ذعر وخوف كبيرين بين المدنيين.
كما أشارت إلى استمرار القصف والاستهدافات المباشرة التي نشطت في الآونة الأخيرة عبر الطائرات المسيرة الانتحارية منها والمذخّرة وهذا ما يعيق حركة المدنيين بشكل كبير وخاصةً المزارعين حيث يتم رصد تحركاتهم واستهدافهم إما بالصواريخ الموجهة أو بالطائرات المسيرة.
وتؤدي كل هذه الأسباب لمنع الاستقرار في المنطقة ما يدفع المدنيين لترك منازلهم والنزوح باتجاه مناطق أبعد خوفاً على حياتهم خاصةً مع التصعيد الأخير الذي يزيد من المخاوف.
ويتجاوز عدد استهدافات الطائرات الانتحارية في بعض الأيام العشر مرات خلال اليوم الواحد، ما يسبّب التوتر والخوف على الحياة اليومية في شمال غرب سوريا، نتيجة التهديد الذي يتربص بالسكان بشكل متواصل.
وباتت تلك المسيرات المفخخة السلاح الأكثر خطورة، حيث تلاحق السيارات والأفراد ومن الصعب الإفلات منها إذا كان المُستهدف على أرض مكشوفة، وهو ما يجعل الخروج للقطاف مهمة خطيرة جدا في المناطق القريبة من خطوط التماس.
وتلفت “الخوذ البيضاء” إلى أن “الهجمات الروسية تهدد حياة المدنيين، وتدّمر البنى التحتية في شمال غربي سوريا، وتنذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية وموجات نزوح جديدة، في ظل واقع صعب يعيشه المدنيون وتراجع كبير في الاستجابة الإنسانية”.
وكانت الطائرات الروسية قد استهدفت محطة كهرباء الكيلاني في منطقة عين الزرقا غربي إدلب، وذلك بعد ضرب مضخات المياه بشكل مباشر أمس الثلاثاء، ما أدى لقطع جزئي للمياه عن مدينة إدلب.