ما تزال إيران تحتفظ بأكبر انتشار عسكري بين القوى الأجنبية في سورية، ومع تصاعد العمليات الجوية الأمريكية والإسرائيلية منذ سنوات لجأت إيران إلى إعادة انتشار وتموضع لقواتها العسكرية، مع الحفاظ على استراتيجيتها الأساسية وضمان استمرارية نفوذها في مختلف المناطق السورية.
وبحسب مركز جسور للدراسات فإن إيران تحتفظ بحضور عسكري واسع النطاق في سوريا، حيث تنتشر قواتها عبر 14 محافظة سورية، تشمل 52 قاعدة عسكرية و477 نقطة تمركز.
وتنتشر هذه المواقع بشكل رئيسي في محافظات حلب (117 موقعاً)، ريف دمشق (109 موقعاً)، دير الزور (77 موقعاً)، حمص (67 موقعاً)، حماة (28 موقعاً)، إدلب (27 موقعاً)، القنيطرة (20 موقعاً)، اللاذقية (17 موقعاً)، درعا (16 موقعاً)، الرقة (14 موقعاً)، السويداء (13 موقعاً)، طرطوس (9 مواقع)، الحسكة (8 مواقع)، ودمشق (7 مواقع).
وعلى الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة، تستمر إيران في السيطرة على الطريق الدولي الحيوي الذي يعبر سورية من معبر البوكمال في محافظة دير الزور وصولاً إلى الحدود اللبنانية مروراً بحمص ودمشق، إذ يلعب هذا الطريق دوراً محورياً في نقل الإمدادات العسكرية واللوجستية، ويضمن استمرارية الدعم الإيراني لحزب الله والجماعات المتحالفة.
إلى جانب ذلك، تحتفظ القوات الإيرانية بوجود قوي في جنوب سورية، على خطوط التماس مع مناطق المعارضة السورية، ويُعتبر هذا الانتشار جزءاً من إستراتيجية أوسع لضمان استمرارية النفوذ الإيراني على المدى الطويل، خاصة في مناطق تهريب المخدرات والخطوط الإستراتيجية التي تربط بين شرق وغرب سوريا.
خلفية المواقع
وتتوزع المواقع الإيرانية في سوريا على نوعين رئيسيين، الأول هو مواقع الميليشيات التي يديرها بشكل مباشر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إذ تضم هذه الميليشيات عناصر من جنسيات متنوعة؛ محلية وإيرانية وعراقية وأفغانية وباكستانية، وتعمل تحت إدارة وتمويل إيراني مباشر.
أما النوع الثاني فهو المواقع التي تديرها ميليشيات حزب الله اللبناني وجماعات محلية تابعة له، والتي تعمل أيضاً تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتنتشر هذه المواقع في المناطق الإستراتيجية مثل خطوط التماس مع المعارضة السورية وفي الجنوب السوري، حيث تسعى إيران لضمان السيطرة على هذه المناطق الحيوية.
ورغم الانتشار الواسع للقوات الإيرانية، إلا أن العديد من هذه المواقع تفتقر إلى القدرات العسكرية اللازمة لشنّ عمليات واسعة النطاق بشكل مستقل، ويعود ذلك إلى غياب الدعم الجوي ومنظومات الدفاع الجوي، فضلاً عن الاستنزاف المستمر لقدراتها القتالية بسبب الضربات الجوية المتكررة التي تنفذها القوات الإسرائيلية وطيران التحالف الدولي.
يشار إلى أن إيران لاتزال تحاول تعويض هذا الضعف عبر استغلال البنى التحتية والمرافق العسكرية التابعة لسلطة الأسد، مثل الفرقة التاسعة جنوب سوريا، ومطار القامشلي شرقاً، واللواء 37 في دير الزور.