اثنا عشر عاماً على الثلاثاء الأسود، اليوم الذي شهد ارتكاب الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة من قوات الأسد، مجزرة في حي الجورة والقصور غربي مدينة دير الزور.
ثلاثة أيام من القتل المتواصل، بدأت يوم الثلاثاء 25 – 9 – 2012 واستمرت حتى الخميس، أجساد تصلب على الجدران، ودماء تسيل في الشوارع، ومدنيون أحرقوا وهم أحياء.
قرابة 500 جثة وجدت بعد أكثر من شهر في مكان المجزرة، ناهيك عن جثث لم يعرف عددها أحرقت في فرن بحي الجورة، وآخرون أحرقوا بعد أن جمعهم عناصر الأسد على شكل مجموعات في منازل الحيين وأقفلوا الأبواب، ثم أضرموا النار فيها.
الحراث رباح ناشط إعلامي من دير الزور قال لحلب اليوم “بعد أذان فجر الثلاثاء 25 أيلول سنة 2012، اقتحمت قوات النظام الجهة الغربية من مدينة دير الزور، والتي تبدأ بحي الجورة ثم حي القصور، كانت الحملة كبيرة جداً ولم يتسنَّ الهروب من ذاك المكان، نصبوا عشرات الحواجز بشكل مفاجئ وسريع واعتقلوا الأهالي، الجميع دون استثناء”.
مضيفاً “قاد الحملة العميد في الحرس الجمهوري علي خزام، يساعده العميد عصام زهر الدين، وعدد كبير من الدبابات تجاوز 80 دبابة، إضافة إلى أسلحة ثقيلة متنوعة كالمدافع والهاونات”.
لثلاثة أيام بقيت المنطقة مغلقة، والحواجز في محيط الحيين تكثر يوماً بعد يوم، حتى انسحبت قوات الأسد في صباح اليوم الرابع من المنطقة، لكثر من يوم لم يستطع الأهالي الدخول إلى الحيين، حتى امتلأت المنطقة برائحة الجثث والدم، كما أن بعض أهالي دير الزور عثروا على جثث متفحمة مرمية في المقبرة جنوبي المدينة، ما أثار الهلع حينها من هول المشاهد.
الناشط الحارث رباح أكد أن “ما بين 450 إلى 500 جثة موثقة بشكل دقيق، لكن هناك اعداد تفوق الموثق، لم يستطع أحد التعرف عليها، نتيجة الحرق واستخدام مواد لتشويه الجثث، هناك من قتل بالسكاكين وهناك من قتل بالرصاص، وآخرون حرقت أجسادهم بطريقة غير معروفة”.
يسمي أبناء دير الزور مجزة حيي الجورة والقصور “بالمجزرة المنسية” بسبب عدم تسليط الضوء عليها وعلى ضحاياها، مجزرة تعد من المجازر الكبرى التي ارتكبتها قوات الأسد في سوريا، بحق الشعب الثائر في مناطق مختلفة من سوريا.