يعاني سكان عدة أحياء في مدينة الرقة، مثل “الكراجات، الفردوس، الدرعية، الانتفاضة”، من تفاقم أوضاعهم المعيشية نتيجة أزمة الوقود المستمرة، والتي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار النقل والخدمات.
وبحسب مراسل حلب اليوم، فإن مدينة الرقة تشهد أزمة حادة في تأمين المحروقات، المخصصة من قبل مديرية المحروقات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، منذ مطلع الأسبوع الماضي، حيث تقتصر ساعات عمل المحطات على 10 ساعات يومياً.
وأوضح أن هذه الأزمة لم تؤثر فقط على النقل والمواصلات، بل امتدت لتشمل قطاعات أساسية كالكهرباء والزراعة، مما أدى إلى تعطيل العديد من الأنشطة اليومية ورفع تكاليف المعيشة.
تأثير الأزمة على وسائل النقل
وفقاً لمراسلنا، فإن محطة “أبو الهيف” الواقعة على أطراف المدينة تشهد ازدحاماً شديداً، منذ منتصف الأسبوع الماضي، حيث تمتد طوابير السيارات إلى حي الثكنة، مما يعكس حجم الأزمة.
وأوضح أن هذه الأزمة أسفرت عن ارتفاع سعر ليتر المازوت إلى 9200 ليرة سورية بعدما كان 5900 ليرة، الأمر الذي انعكس أيضاً على تسعيرة “تكاسي” الأجرة، حيث أصبحت 16 ألف ليرة داخل المدينة و65 ألف ليرة إلى الريف، ما زاد من أعباء المواطنين الذين يعتمدون على وسائل النقل بشكل يومي.
تحدث أبو محمد، أحد سكان حي الثكنة وسائق سيارة أجرة، عن معاناته اليومية لحلب اليوم، قائلاً: “ننتظر ساعات طويلة للحصول على البنزين، ومع ذلك لا نضمن الحصول عليه، فالأوضاع تزداد سوءاً، وإذا لم أتمكن من تأمين البنزين، فلن أستطيع العمل وإعالة أسرتي”، وأكد أن ارتفاع الأسعار يجعله عاجزاً عن تغطية تكاليف الوقود اللازمة للعمل.
أسباب تفاقم الأزمة
بدوره، أوضح أحد العاملين في محطة “أبو الهيف” أن قوات “قسد” تبرر الأزمة بتخوف أصحاب الشاحنات من نقل المحروقات من دير الزور إلى الرقة، بسبب نشاط خلايا تنظيم الدولة في المنطقة، مشيراً أن هذا التخوف أدّى إلى تقليص حركة الشاحنات، مما أعاق تدفق المحروقات بانتظام.
وزاد: “رغم هذا، تخلّت قسد عن مسؤوليتها في تأمين المحروقات، مع ازدياد عمليات تهريب المازوت إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد، حيث تغادر عشرات الصهاريج يومياً نحو تلك المناطق، مما يفاقم الأزمة في مناطق الإدارة الذاتية.
هذا ويخشى أهالي مدينة الرقة من ارتفاع أسعار الخبز والأمبيرات في المدينة وريفها نتيجة اعتماد أصحاب المخابز والمولدات على المحروقات للتشغيل والتي بدت شبه مفقودة في المدينة وريفها.
وتسيطر قوات “قسد” بدعمٍ من القوات الأميركية على معظم حقول النفط والغاز شمال شرقي سوريا، وأكبرها حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز اللذين سيطرت عليهما أواخر العام 2017 في ريف دير الزور.