أصدر محافظ الحسكة التابع لسلطة الأسد، قبل أيام، قرارا جديداً يقضي بتحديد الأقساط المدرسية للمدارس الخاصة للعام الدراسي 2024-2025، وبموجب القرار، حُدِّد قسط الحلقة التعليمية الأولى، التي تشمل الصفوف من الأول حتى الرابع، بمليون و200 ألف ليرة سورية، فيما حُدِّد قسط الحلقة التعليمية الثانية، التي تشمل الصفوف من الخامس حتى التاسع، بالإضافة إلى المرحلة الثانوية، بمليون و400 ألف ليرة سورية.
ووفقاً لمراسلة “حلب اليوم”، التي نقلت عن مصدر في مديرية تربية الحسكة -رفض الكشف عن اسمه- أن هذه الأقساط سنوية، وليست فصلية كما يُعتقد، وهو إجراء يهدف إلى تنظيم القطاع التعليمي الخاص في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي، وفق قوله.
استياء الأهالي من الأقساط
وعلى إثر القرار، أعرب عدد من أولياء الأمور عن استيائهم من القرار، مشيرين إلى أن المدارس الخاصة في مدينتي القامشلي والحسكة تفرض أقساطاً تتجاوز بكثير ما حُدِّد.
وأكد بعضهم لمراسلة حلب اليوم، أن هذه المدارس تتجاهل في غالبيتها القرارات وترفع أسعارها، مستغلة الوضع الاقتصادي الصعب لزيادة الأعباء المالية على الأسر، خاصة مع تراجع قيمة الليرة السورية وارتفاع تكاليف المعيشة.
سمير محمود، أحد سكان مدينة القامشلي، تحدث لـ “حلب اليوم” قائلاً: “نعمل بشق الأنفس في وظيفتين، حتى نتمكن من تغطية مصاريفنا اليومية، فكيف سنتمكن من تأمين أقساط مدارس لطفلين، خاصة عندما تطلب المدرسة مبلغاً يصل إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية؟ هذا دون أن تشمل الأقساط تكاليف المواصلات أو الكتب.”
وأضاف: “المدارس الخاصة تحولت إلى تجارة، ولم يعد هدفها التعليم. ومع ذلك، لا أملك خياراً آخر سوى اللجوء إلى هذه المدارس، التي أصبحت تتسابق في رفع أسعارها بشكل غير مبرر، دون مراعاة أن التعليم يجب أن يكون رسالة إنسانية، وليس مجرد عملية تجارية”.
المدارس المسيحية وأسعارها
وفقاً لمراسلة “حلب اليوم”، فإن المدارس المسيحية المرخصة من قبل مديرية التربية التابعة لسلطة الأسد، والتي تتخذ منهاجها التعليمي، تفرض أقساطاً تتفاوت بشكل كبير عن باقي المدارس الخاصة، فقد وصل قسط الطالب الواحد في بعض هذه المدارس إلى 200 دولار أمريكي، وفي مدينة المالكية بريف الحسكة، فرضت إحدى المدارس المسيحية قسطا ًقدره 300 دولار، بينما حددت مدارس أخرى أقساطها بمبلغ مليون و200 ألف ليرة سورية للفصل الواحد، على الرغم من أن هذه المدارس حاصلة على تراخيص مؤقتة.
واقع التعليم في الحسكة
ذكرت مراسلة حلب اليوم أن العملية التعليمية في محافظة الحسكة تواجه تعقيدات كبيرة بسبب وجود سلطتين على الأرض، هما سلطة الأسد وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). وأوضحت أنه منذ عام 2014، تم استبدال منهاج سلطة الأسد بمناهج جديدة وضعتها الإدارة الذاتية، مع تعيين معلمين تم تدريبهم وفقاً لأيديولوجيتها.
كما أشارت إلى أن مديرية التربية التابعة لسلطة الأسد تشرف على حوالي 10% فقط من المدارس في محافظة الحسكة، بينما تتحكم الإدارة الذاتية في حوالي 90%. ويبلغ إجمالي عدد الأبنية المدرسية في المحافظة 2,285 مبنى، تعرض عدد كبير منها للتخريب والدمار، وتحولت معظمها إلى مستودعات أسلحة ومقرات عسكرية لقوات “قسد”.
وتقتصر سيطرة سلطة الأسد على المدارس الواقعة ضمن المربعين الأمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي، بالإضافة إلى جزء من منطقة تل حميس بريف القامشلي الجنوبي. في مدينة القامشلي، توجد خمس مدارس مجانية للمرحلة الابتدائية تحت إشراف سلطة الأسد، تتركز في المربع الأمني ومنطقة المطار، مما يحد من إمكانية وصول الطلاب إلى التعليم الرسمي المجاني خارج هذه المناطق.