بدأت قوات سلطة الأسد بتسيير دوريات أمنية داخل الأحياء السكنية بمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، يوم السبت 14 أيلول/سبتمبر، بعد مضي نحو أسبوع على حملة التمشيط العسكرية التي شهدتها المنطقة.
وذكر مراسل حلب اليوم في حمص، أن تسيير الدوريات دفع أهالي تلبيسة إلى تحذير سلطة الأسد باستهداف عناصر الأمن في حال تَعرضُوا لأي شخص من أهالي المدينة.
مصادر محلية من مدينة تلبيسة أكدت لحلب اليوم أنه تم إبلاغ وجهاء المدينة بضرورة إيصال رسالة إلى رؤساء المفارز والأفرع الأمنية، بأن شريحة واسعة من الشبان على أهبة الاستعداد للتصدي لأي محاولة استفزاز من قبل عناصر المخابرات.
وتضمنت الرسالة وفقا للمصادر التي رفضت الكشف عن اسمها، أن عناصر الأمن سيكونون هدفاً في حال مداهمة أي منزل بغية اعتقال المدنيين الذين خضعوا للتسوية، وحصلوا على ضمانات من قبل رئيس شعبة المخابرات العامة في دمشق التابعة للأسد، حسام لوقا، بعدم التعرض لهم لاحقاً.
ولفتت المصادر إلى أن أبناء المدينة التزموا بكافة التعهدات التي تتضمن حماية أوتوستراد حمص-حماة وعدم السماح لأفراد ورؤساء العصابات المدعومة من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني وبعض ضباط المخابرات بالتعدي على المدنيين، وإنهاء ظاهرة الخطف والسلب بقوة السلاح بحق السيارات التي تعمل على نقل البضائع التجارية.
كما أكدت المصادر ذاتها أن المدينة، وبعد وقوف أبنائها في وجه عصابات الخطف شهدت استقرارا ملحوظاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما أعاد نبض الحياة للمدينة، وهو ما يؤكد عدم الحاجة إلى دخول دوريات أمن سلطة الأسد للمنطقة.
في سياق متصل، يقول مراسلنا، إن عناصر مفرزة المخابرات الجوية التي اتخذت من بلدة الفرحانية، التي تتوسط المسافة ما بين مدينة تلبيسة والرستن بريف حمص الشمالي، بدأت بإجراء دراسات أمنية بحق عدد كبير من أبناء المنطقة، بالإضافة إلى مسح المحلات التجارية والصناعية الموجودة داخل، وعلى أطراف مدينة تلبيسة.
الحاج عمار.ب، أحد تجار المواد الغذائية، أكد لحلب اليوم أن عناصر المخابرات الجوية المسؤولين عن إجراء الدراسات أبلغوا مجموعة من التجار بضرورة دفع إتاوات مالية شهرية للعناصر تتراوح بين 100-200 ألف ليرة سورية، وإلا سيُسْتَدْعَوْن لمقر الفرع الرئيسي بتهمة التهرب الضريبي واستجرار بضائع غير مجمركة من الشمال السوري والمناطق الشرقية.
ولفت الحاج عمار إلى أن التجار انقسموا إلى قسمين: الأول رحب بفكرة دفع الرشاوى لتجنب المساءلة الأمنية باعتبار أن مدينة تلبيسة تعتبر منطقة حرة تدخلها بضائع التهريب القادمة من لبنان وشمال وشرق سوريا، بينما رفض القسم الآخر الإذعان لتهديد عناصر المخابرات الجوية، مؤكدين أن الخنوع لطلباتهم سيجعل منهم لقمة سائغة يسهل التحكم فيها في الفترة القادمة.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة تلبيسة خضعت لعملية تسوية بين الفترة الممتدة من 26/7/2024 ولغاية الأول من سبتمبر الجاري، تحت إشراف اللواء حسام لوقا رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق التابع لسلطة الأسد، بالتنسيق مع باقي أفرع المخابرات بمدينة حمص واللجنة الأمنية التي يترأسها اللواء أحمد معلا.