انتشار واسع للدولار المزوّر في مناطق سيطرة “قسد“
خلال الأسابيع الأخيرة، انتشرت كميات كبيرة من الدولار المزوّر في مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقي سوريا. وبحسب تصريحات صاحب محل صرافة في مدينة القامشلي، فقد تم اكتشاف تزوير كميات من فئات 5، 10، 20، و50 دولار، وخاصة في أسواق دير الزور والرقة. وأوضح أن هذه العملات تُستخدم في المعاملات التجارية نظرًا لصعوبة اكتشاف تزويرها، وذلك لأن هذه الفئات نادرًا ما يتم تداولها بين السكان المحليين، مما يجعل من الصعب التحقق من أصالتها.
وأضاف صاحب المحل أنه في السابق كانت العملات المزورة تقتصر على الفئات الأعلى، مثل 50 و100 دولار، والتي يمكن كشفها بسهولة باستخدام أجهزة عدّادات النقود المتخصصة، لكنها الآن تشمل الفئات الصغيرة، ما يزيد من صعوبة اكتشافها بدون فحص دقيق. هذا الأمر يثير مخاوف كبيرة بين التجار والمواطنين في تلك المناطق، خصوصًا في ظل الارتفاع المتزايد في استخدام العملات المزورة.
محلات الصرافة ترفض التعامل بفئة 50 دولار:
أفادت مراسلة “حلب اليوم” في الحسكة بأن غالبية محلات الصرافة في المدينة أصبحت ترفض التعامل بفئة 50 دولار أمريكي خلال عمليات التصريف للمواطنين. ويعود السبب إلى انتشار كميات كبيرة من هذه الفئة على نحو مزوّر في الآونة الأخيرة، ما جعل التجار يتجنبون قبولها خوفًا من الوقوع في فخ العملات المزورة.
وأضافت المراسلة أن المواطنين الذين يتوجهون إلى محلات الصرافة في مدينة القامشلي لمواجهة نفس المشكلة، حيث يرفض أصحاب المحلات صرف 100 دولار إلى فئتين من 50 دولار، بحجة عدم توفر هذه الفئة أو بسبب المخاوف المرتبطة بتزويرها. هذا الوضع أثار قلقًا واسعًا بين الأهالي، نظرًا لصعوبة إجراء المعاملات اليومية بوجود هذه القيود على التداول بفئة 50 دولار، التي كانت فيما سبق من العملات المتداولة بشكل طبيعي.
التجار والصرافون يعتمدون الآن على الحذر الشديد، حيث أصبحت هذه الفئة من الدولار مرتبطة بشكل وثيق بخطر التزوير، ما يؤدي إلى زيادة القيود على التعامل بها في السوق المحلية، وخلق تحديات إضافية أمام المواطنين الذين يعتمدون على صرف العملات الأجنبية لتلبية احتياجاتهم اليومية.
الجدير بالذكر أن “الإدارة الذاتية” ، رغم سيطرتها على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، لا تفرض قيودًا على التعامل بالدولار الأمريكي، مما يسمح باستخدامه بحرية في الأسواق والمعاملات التجارية. هذا على الرغم من أن الليرة السورية لا تزال العملة الرسمية المعتمدة للتداول في هذه المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد”.
يأتي هذا الانفتاح على الدولار في ظل تدهور قيمة الليرة السورية المستمر، حيث يلجأ الكثير من السكان والتجار إلى التعامل بالعملة الأجنبية لحماية أموالهم من التضخم الكبير الذي يضرب الاقتصاد المحلي. الدولار أصبح يشكل خيارًا أكثر استقرارًا في التعاملات اليومية، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانخفاض القدرة الشرائية لليرة.
وفي تقرير سابق لقناة حلب اليوم كانت محافظة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مؤخراً قد شهدت انتشاراً واسعاً للعملات المزورة، حيث كانت الضحية الكبرى أصحاب المحال التجارية والمواطنين الذين يستلمون حوالات مالية خارجية بانتظام.
وتشير التقارير إلى أن مصدر هذه العملات المزورة يعود إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد، وفقاً لمراسل حلب اليوم.