فرضت قوات سوريا الديمقراطية إجراءات أمنية مشددة، بعد فرار عناصر يتبعون لتنظيم الدولة نهاية آب الفائت، أثناء نقلهم من سجن لآخر في نفس المدينة، الأمر الذي يشير إلى مشكلة حقيقية في الإدارة الأمنية للمناطق التي تسيطر عليها قسد.
وبعد عملية الهروب تلك استفاق أهالي مدينة الرقة على كتابة شعارات مؤيدة للتنظيم على جدران إحدى الحدائق، مذكرة أهالي المدينة بأيام سيطرة التنظيم عليها، شعارات حملت ذات البعد الذي كان يردده القيادات والعناصر آنذاك.
بدورها كثفت قسد من وجودها الأمني في المدينة التي كانت تعد عاصمة للتنظيم في فترة من الفترات، حيث كشف مسؤول أمني في قوات سوريا الديمقراطية لصحيفة الشرق الأوسط عن إلقاء القبض على 34 عنصراً يشتبه بتشكيلهم خلايا نائمة خلال تموز وآب الفائتين، وهي سياسة اتبعها التنظيم بعد انحساره عن المناطق التي سيطر عليها بين عامي 2014 – 2018 في سوريا.
الباحث بالشأن العسكري وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود قال لموقع حلب اليوم “إن قوات سوريا الديمقراطية عندما تشعر بالعزوف الدولي عن تقديم الدعم لها، فإنها تُسهّل هروب بعض السجناء لخلق حالة من لفت الانتباه إلى أن نشاط تنظيم الدولة مازال مستمراً، وأنه يشكل خطراً على المنطقة، كما حدث في سجن المطاحن بالرقة نهاية آب الفائت”.
وينظر المتابعون للشأن السوري بعين الريبة، إلى ما يحدث في سجون قوات سوريا الديمقراطية بين الفينة والأخرى، إذ أن حالات الهروب أو إطلاق سراح مشتبه بانتمائهم للتنظيم دون محاكمات أو قرارات قانونية، تتصاحب دائماً بعمليات الضغط التي تخضع لها قسد، كما حدث عند الإفصاح عن نية الولايات المتحدة سحب جنودها من سوريا، قبل عامين، وأيضاً عندما بدأت الاحتجاجات بريف دير الزور الشرقي التي تحولت بعد وقتٍ إلى اشتباكات مسلحة اضطرت التحالف للتدخل بشكل مباشر إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية.
مدير المنبر السياسي والإعلامي لمحافظة الحسكة فواز المصلح قال لموقع حلب اليوم “إن هناك حاجة مشتركة بين كل الأطراف التي تدعي محاربة الإرهاب، وإذا لم يكن هناك خصم واضح فإنهم يصنعون خصماً وفق المطلوب، وهذا ما تفعله قوات سوريا الديمقراطية التي يرتبط وجودها بوجود التحالف الدولي، الذي يرتبط وجوده في سوريا بوجود مسبب، وهذا المسبب هو وجود تنظيم متهم بالإرهاب”.
وعن عملية إطلاق سراح قسد معتقلين ظلوا في سجونها مدة تتجاوز الأربع سنوات نهاية آب الفائت قال الصحفي فواز العطية لموقع حلب اليوم “أفرجت قسد عن دفعة من المعتقلين معظمهم ينتمون لتنظيم الدولة سابقاً، في خطوة غير مفهومة حتى الآن في زمانها ومكانها والأشخاص الذين أفرج عنهم”.
وأكد العطية على أن “من بين المفرج عنهم عناصر كانوا يتبعون للجهاز الأمني في التنظيم (أمنيون) شاركوا بعمليات قتل المدنيين الاعتداء على الأبرياء في دير الزور”.
وعن دافع قوات سوريا الديمقراطية للإفراج عن معتقلين متهمين بالانتماء للتنظيم أو تسهيل هروبهم قال العطية “معظم عمليات الهروب تتم بالاتفاق مع عناصر قسد، منها مقابل مبالغ مالية ضخمة أو يخبر السجين قادة قسد عن دفائن للتنظيم وهي كثيرة في دير الزور”.
وتابع العطية “قسد لا تأبه لأهالي المنطقة وما يحيق بهم من اخطار نتيجة هذه الأفعال، خاصة وأن هناك هجمات انتقامية ينفذها مجهولون وتنسب لتنظيم الدولة، الذي يعتبر شماعة لكل قاتل في المنطقة، وتنسب له كل الجماعات مجمل الانتهاكات بريف دير الزور، وهذه سياسة ممنهجة ضد أهالي المنطقة الأمر الذي يزيد من الاحتقان الشعبي هناك”.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت شهر آب الفائت عن إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين معظمهم من ريف دير الزور الشرقي، كانت تتهمهم بالانتماء لتنظيم الدولة، وأيضاً أعلنت عن فرار خمسة أجانب هم روسيان وأفغانيان وليبي، أعادت اعتقال اثنين منهم في مدينة الرقة التي كانت عاصمة التنظيم في يوم من الأيام.