داهمت مجموعة مسلحة تابعة للفرقة الرابعة، إحدى ميليشيات سلطة الأسد، مستودعاً للزيت في المدينة الصناعية بحي الشيخ نجار شرقي حلب، واستولت على كميات كبيرة منه، بتهمة ضلوع أصحاب المستودع في تهريب الزيت إلى مناطق تسيطر عليها قوات الجيش الوطني.
تقول مراسلة حلب اليوم في حلب، إنه في منتصف ليلة الثلاثاء الماضية 3 أغسطس/آب، فوجئ عمال المدينة الصناعية في الشيخ نجار بعملية اقتحام منظمة قامت بها عصابات تابعة للفرقة الرابعة لمستودع زيت كبير في القسم الشمالي من المدينة الصناعية، يعود لتجار من آل العلبي.
ونقلت مراسلتنا عن أحد العمال في مصنع للكرتون في الشيخ نجار، المدعو فؤاد.ت، قوله: “في مساء يوم السرقة، شاهدنا سيارات كبيرة تتوقف أمام المستودع. كانت السيارات تابعة لعصابات مسلحة تحمل لافتات الفرقة الرابعة. استخدموا معدات ثقيلة لتكسير الأبواب، ونقلوا الزيت بسرعة، حيث كانوا منظمين جداً، وكان يقودهم شخص يُدعى ‘أبو زيد’، وهو معروف في المنطقة كقائد للمداهمات التي تقوم بها الفرقة الرابعة”.
وأضاف: “كان هناك خوف كبير بين العمال والمتواجدين من عملية السرقة، فقد كانت العصابة المسلحة تعمل بكفاءة وبأسلوب متطور، مما جعل من الصعب على أي شخص التصدي لهم أو حتى الإبلاغ عن الحادثة”.
موقف أصحاب المستودع
بعد السرقة، تعرضت عائلة آل العلبي، مالكة المستودع، لحالة من الذعر والخوف، وهو ما أكده أحد المقربين من العائلة، المسن المكنى “أبو عبد الله”، الذي أوضح لحلب اليوم أن أصحاب المستودع باتوا يخشون تقديم شكوى للسلطات بسبب الخوف من ردود فعل الفرقة الرابعة، على الرغم من أن كميات الزيت كانت مقررة للبيع في الأسواق المحلية فقط.
وقال: “القلق يتركز أساساً على أن تقديم الشكوى قد يؤدي إلى اعتقال أفراد من العائلة، وخاصة أن الفرقة الرابعة معروفة بقدرتها على تنفيذ أعمال انتقامية ضد من يعارضها”.
وأضاف: “الوضع في المنطقة متوتر للغاية، وأصحاب المستودعات والمعامل باتوا يخشون أي اقتحام أو عمليات سطو للفرقة الرابعة في المدينة الصناعية، والناس بدأوا يشعرون بالخوف من تقديم أي شكاوى، خوفاً من التعرض لمزيد من الاعتداءات أو التهديدات”.
وتشهد مناطق سيطرة سلطة الأسد، بشكل مستمر، عمليات سطو تحت مسمى المداهمات والملاحقات الأمنية، تستهدف العائلات الميسورة، وتستولي على ممتلكاتهم. وقد ارتبطت هذه السياسة بالميليشيات منذ بداية الحرب التي تشنها سلطة الأسد على الشعب السوري، وأصبحت تعرف بين السوريين باسم “التعفيش”، وهي سمة مميزة لقوات الأسد وأجهزته الأمنية.