في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان محافظة السويداء، أضافت الزيادة الأخيرة في أسعار خدمة الإنترنت الثابت عبئاً جديداً على كاهل الأسر، مما أثار حالة واسعة من الاستياء والتذمر بين الأهالي.
وكانت أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات التابعة لسلطة الأسد عن رفع أسعار الإنترنت بنسبة تتراوح بين 30% و35%، وهي زيادة تمثل ضربة إضافية للمواطنين الذين يعانون بالفعل من مشاكل اقتصادية كبيرة.
ووفقاً لمراسلة حلب اليوم، ارتفعت أسعار خدمات الهاتف الثابت بشكل ملحوظ في عام 2024، حيث زاد سعر الاشتراك الشهري للهاتف الثابت إلى 1700 ليرة سورية في بداية العام، ثم وصل إلى 2300 ليرة في منتصف العام، كما زادت تكاليف تركيب الهاتف الثابت وبوابات الإنترنت إلى 22,500 ليرة لكل منهما، أما أسعار باقات الإنترنت، فقد ارتفعت أيضاً، حيث بلغت تكلفة أقل سرعة (0.5 ميغا) 7500 ليرة، بينما وصلت تكلفة باقة سرعة 2 ميغا إلى 15,000 ليرة.
وتأتي هذه الزيادة في الأسعار بحسب مراسلتنا في وقت تعاني فيه المحافظة من تدهور في مستوى الخدمات الأساسية، بما في ذلك انقطاع الكهرباء المستمر، الذي يؤثر بشكل مباشر على توفر خدمات الإنترنت، علما أن الأهالي يعانون من صعوبات كبيرة في تدبير شؤونهم اليومية، حيث يزيد غلاء الأسعار من تعقيد حياتهم المعيشية.
بدورها، أكّدت الطالبة الجامعية مرام.ز لحلب اليوم، على أن انقطاع الكهرباء يتسبب في اختفاء شبكات الجوال والإنترنت تماماً عن المحافظة، مما يعرقل دراستها ويزيد من معاناتها في متابعة دروسها وتحميل محاضراتها.
وأضافت أن ارتفاع أسعار باقات الإنترنت يمثل عبئاً إضافياً على العائلات، في وقت تعاني فيه من ضغوط اقتصادية هائلة.
في سياق مشابه، أشار الطالب الجامعي يوسف الحاج، الذي يدرس في كلية الهندسة بجامعة السويداء، إلى أن الزيادة في أسعار الإنترنت تؤثر سلباً على تحصيله الأكاديمي، حيث يجد صعوبة في الوصول إلى الموارد التعليمية عبر الإنترنت، ولفت إلى أن العديد من زملائه يواجهون نفس المشكلة، مما يفرض ضغوطاً نفسية ومالية إضافية.
من جانب آخر، عبر المواطن سامر.س، وهو موظف في أحد المرافق العامة، عن استيائه من هذه الزيادة، قائلاً إن الأعباء المالية تتزايد في ظل ارتفاع تكاليف الحياة الأساسية، مثل الكهرباء والمياه. وأضاف أبو زيد أن هذه الزيادة في أسعار الإنترنت تتزامن مع تدهور الخدمات الأخرى، مما يزيد من معاناة الأسر التي تعتمد على الإنترنت في حياتها اليومية.
وفي هذا الإطار، وصف الناشط أحمد الكيلاني، من مدينة السويداء، أن الزيادة في أسعار الإنترنت بأنها تأتي في وقت غير مناسب، مشيراً إلى أن سلطة الأسد تتجاهل مشاكل المواطنين الاقتصادية وتعزز الفجوة بين الشعب والدولة، وأكد الكيلاني أن هذه الزيادة تسهم في تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المواطنون، داعياً إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الخدمات وتخفيف الأعباء المالية.
ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الأجور الجديدة اعتباراً من يوم الأحد القادم الموافق 1 أيلول 2024، بحسب مراسلتنا، على أن يتم نشر التفاصيل الكاملة للأسعار الجديدة عبر الموقع الرسمي للشركة السورية للاتصالات التابعة لسلطة الأسد وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.