كشفت مصادر تركية عن احتمال عقد محادثات جديدة على مستوى أجهزة المخابرات قريباً، في إطار مباحثات إعادة العلاقات بين تركيا وسلطة الأسد إلى طبيعتها.
وفي الوقت نفسه، عقد اجتماع عسكري تركي روسي إيراني في النقطة العسكرية الروسية في سراقب، شرق إدلب، لبحث إعادة فتح الطرق والمعابر وخفض التوتر والاشتباكات في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
الصحفي السوري عقيل حسين قال لموقع حلب اليوم “من الواضح أن خطاب بشار الأسد اعتبرته وسائل الاعلام التركية مؤشراً على انفراجة في موقف دمشق من مبادرات تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام، وهو مؤشر في الوقت نفسه على انخراط إيراني رسمي وكامل في هذه المبادرات”.
وأضاف حسين “كان النظام يناور في السابق من أجل تمرير فكرة الضغط والانشغال الإيراني بالحرب الإقليمية التي كانت على الأبواب، لكن من الواضح أن هذا الضغط قد خف عن كاهل طهران، بحيث منحها فرصة التقاط الأنفاس والعودة إلى أن تكون فاعلة بالملف السوري، طالما أن بشار الأسد كان إيجابيا هذه المرة تجاه تركيا فالمؤكد أن إيران هي من طلبت منه أن يتعامل بإيجابية أكبر”.
صحيفة “حرييت” التركية، نقلت عن مصادر مطلعة، أن أنقرة وسلطة الأسد قد تجريان محادثات على مستوى أجهزة المخابرات قريباً، دون شروط مسبقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن بشار الأسد، أوضح في الوقت نفسه، إلى أن جهود الوساطة الأخيرة التي قامت بها روسيا وإيران والعراق لم تسفر عن أي تقدم ملموس في المبادرات، وأن ثمة حاجة إلى التراجع عن السياسات التي أدت إلى الوضع الحالي، وهي ليست شروطاً، وإنما هي متطلبات من أجل نجاح العملية، وأن الوضع الحالي المتأزم عالمياً، وانعكاساته، يدفع للعمل بحركية أسرع من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه.
وحول دخول إيران في مسار التطبيع التركي مع سلطة الأسد قال الصحفي عقيل حسين “”بعد أن دخل الإيرانيون بشكل مباشر على خط إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، الآن نحن أمام مشروع ثلاثي بعد أن كان ثنائي ظهرت به روسيا وتركيا فقط في البداية، الآن أصبح روس تركي ايراني، وبالتالي سنلاحظ الكثير من المتغيرات في الميدان السوري والملف السياسي. سواء بين تركيا والنظام أو بين المعارضة والنظام”.
وتحت عنوان “ضوء أخضر من بشار الأسد للاجتماع: الانسحاب العسكري التركي ليس شرطاً أساسياً”، قالت الصحيفة، إن رداً إيجابياً من بشار الأسد، خلال خطابه أمام مجلس الشعب، باحتمال إطلاق مفاوضات تطبيع رفيعة المستوى مع تركيا، مشدداً على أن بلاده لم تطرح سحب تركيا قواتها العسكرية من سوريا شرطاً لبدء المحادثات كما تحدث المسؤولون الأتراك، وإنما هناك متطلبات تتعلق بـ “سيادة الدولة السورية”.
وجاء في مقال صحيفة “حرييت” أنه من المتوقع أن يكون هناك اجتماع قريب على مستوى نواب رؤساء أجهزة المخابرات، ثم على مستوى رؤساء المخابرات، وفي حال توفُّر الشروط، ستبدأ المفاوضات على مستوى الوزارات المعنية، ثم يُعْقَد لقاء على مستوى الرئيسين رجب طيب أردوغان وبشار الأسد، حال التوصل إلى اتفاقات.
وتساءل الصحفي عقيل حسين عن مصير المفاوضات وحل الملفات العالقة بين تركيا وسلطة الأسد بشكل نهائي أم أنه مؤقت، وأكد حسين على أن “هذا الاتفاق يتوقف على مدى اقتناع كل الأطراف بضرورة استكمال المفاوضات، وهل حان وقت إنهاء ملف التطبيع بشكل كامل والوصول إلى نتائج حقيقية، أم أن المطلوب فقط استئناف المفاوضات لمجرد التفاوض، كل شي يتوقف على ماذا تريد هذه الأطراف من وساطات التطبيع”.
وكان وزير الدفاع التركي يشار غولر، قد ألمح قبل أسبوعين إلى إمكانية إجراء محادثات على المستوى الوزاري بين أنقرة وسلطة الأسد، إذا تم استيفاء الشروط اللازمة لعقدها، لكنه أكد في ذات الوقت على أنه “لا يمكن مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد إقرار الدستور الجديد، وإجراء الانتخابات، وتأمين الحدود”.
وتسعى الدول الإقليمية منذ أكثر من عامين إلى إعادة العلاقات مع سلطة الأسد لأهداف مختلفة، خاصة وأن جميع هذه الدول تحدثت عن طول أمد الصراع في سوريا واستمرار تدفق اللاجئين إليها، ما يسبب مشكلات في احتواء واندماج هؤلاء اللاجئين مع مجتمعات تلك البلدان وفق وصف مسؤوليها.