يوافق اليوم الاثنين الذكرى السنوية الثانية، لمجزرة مدينة الباب، التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، في ريف حلب الشرقي، بسبب قصف صاروخي مصدره مواقع سيطرة مشتركة بين قوات الأسد وقسد.
وأدى القصف لسقوط 15 مدنيًا بينهم 6 أطفال وأكثر من 35 جريحًا جراء استهداف سوق شعبي، حدث سقط الصاروخ عند نقطة تقاطع لأربعة مفارق وسط شارعٍ عام معروف بسوق الخميس الشعبي وهو مكتظ بالمدنيين في الحي الشرقي من المدينة كما تسبب الهجوم بوقوع أضرار مادية كبيرة في المواقع المستهدفة.
وقال الناشط الثوري من مدينة الباب، نعيم لومان، لموقع حلب اليوم، في تعليقه على ذلك “إن الاستهداف المباشر للمدنيين في أي بقعة في سوريا يعتبر إجراماً واستقواءً على الحلقة الأضعف التي لا ذنب لها بأي صراع
وإننا كمدنيين في المناطق المحررة فقد عشنا جزع القصف ومرارة القتل العشوائي والعقاب الجماعي واستهداف الأسواق والمساجد والمدارس”.
وأضاف أنه “لم يوفّر ذلك لا نظام الأسد ولا قوات قسد، وكلهم كان يتسابق لارتكاب مجازر بحق المدنيين عبر القصف العشوائي”، و”لكون قسد لا تمتلك الطائرات لتنفيذ طلعات جوية لاستهداف الأسواق والتجمعات العامة فلم تفوّت على نفسها الفرصة واستعاضت عن ذلك بزرع المفخخات والتّلغيم”.
ولا يُعرف حتى الآن من المسؤول عن المجزرة، فقد تعرضت مدينة الباب بريف محافظة حلب الشرقي في صباح 19-8-2022، لهجومٍ بقرابة ستة صواريخ، مصدرها منطقة سيطرة مشتركة بين قسد والسلطة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها لم تتمكن من تحديد مصدرها، وتتراوح لديها الشكوك بين الجانبين على اعتبار أن القصف قادم من الجهة التي يسيطران عليها، ولم تصل التحقيقات لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وتستهدف قسد منطقة ريف حلب بالمفخخات بشكل مستمر، حتى باتت مشكلة وخطرا حقيقيا يداهم حياة المدنيين.
أما بالنسبة للحلول الممكنة فيرى لومان أنه من الضروري ضبط منافذ التهريب وتشديد الرقابة عليها، وإنزال أقصى العقوبات بحق الوحدات المتواطئة والمتساهلة التي تغفل عن ضبط تلك المعابر وتنشغل فقط بالجباية وبرسوم الترفيق.
وتتعمد قسد استهداف المدنيين، حيث توجه غالب ضرباتها لتجمعاتهم، وقليلا ما يتم استهداف نقاط عسكرية، مما يثير الأسئلة حول أسباب كون المدنيين الهدف الرئيسي لها.
ويقول الناشط السوري: “لا نمتلك نحن كمدنيين أدوات لمعرفة الأسباب المباشرة لذلك، ولكن بالغالب يأتي ذلك على خلفية استهداف الجيش التركي لوحدات وقيادات من حزب العمال الكردستاني، فيكون ردّهم في اليوم التالي بقصف المدنيين في المناطق المحررة لعجزهم عن الرد على الجيش أو الأراضي التركية”.
ويرى أن “استخدام القصف والمفخخات التي تحصد أرواح المدنيين يأتي كنوع من الرسائل السياسية والعسكرية بين القوى المتواجدة في سوريا ويكون بريدها هو الشعب السوري”.
وكان 11 مدنيا قد قتلوا بينهم 5 أطفال من 3 عائلات وأصيب آخرون يوم الجمعة الماضية، جراء قصف مدفعي من الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد على بلدتين في ريف دير الزور شرقي سوريا، تقعان تحت سيطرة قوات قسد، وسط تصاعد الخلاف بين الجانبين.