مرّ عام كامل على انطلاق الحراك الثوري السلمي ضد سلطة الأسد، في محافظة السويداء جنوبي البلاد، وسط تأكيد من المحتجين على متابعة مسارهم حتى تحقيق مطالبهم، في الحل السياسي، والانتقال السلمي للسلطة.
وتحت شعار “365+1” جدد ناشطو المحافظة وقفتهم أمس السبت، في ساحة الكرامة مع افتتاح الانتفاضة الشعبية لعامها الثاني، حيث “يطالب المشاركات والمشاركون بالتغيير السلمي والانتقال السياسي في البلاد” وفقا لموقع الراصد المحلي.
وفي تعليقها على الحراك، قالت الناشطة السورية راقيا الشاعر، لموقع حلب اليوم، إن المحتجين مصرّون حتى اليوم، على إنهاء عقود الفساد والاستبداد بالسلطة في سوريا.
وكان شهر آب من العام الماضي 2023 قد شهد تطورا وصفه مراقبون بالمفصلي، حيث خرجت مظاهرات واسعة بالمحافظة، أفضت إلى ساحة الكرامة، وأعلن الشيخ حكمت الهجري تأييده لها بعد انطلاقها بأيام قليلة، كما حظيت بدعم من المجموعات المحلية وفي مقدمتها “رجال الكرامة”.
وتوافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين، يوم الجمعة الماضية، إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، حيث قدمت وفود من شهبا وقراها شمالاً إلى صلخد وريفها جنوباً، مروراً بالقريا وصولاً إلى المزرعة والجنينة ومفعلة وغيرها من القرى، بحسب المصدر المحلي نفسه.
وحول ما أنجزه الحراك حتى اليوم، قالت الشاعر: “مرّ عام على الحراك الثوري في محافظة السويداء.. عام وحناجر الأحرار تصدح بشكل يومي في ساحة الكرامة مطالبة بإنهاء ستين عاما من الاستبداد، والمطالبة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية السورية وأهمها القراران ٢١١٨ و٢٢٥٤”.
كما لفتت إلى محطات عديدة مر بها الحراك، أبرزها “إنهاء تغول حزب البعث على مؤسسات الدولة وإقفال معظم مقراته بالمحافظة”، و”كشف حقيقة سلطة الأسد التي تدعي حماية الأقليات ولكن تبين أنها هي من كان يحتمي بالأقليات”.
وشهدت الأشهر الماضية هجوما شعبيا على عدة مقار لحزب البعث، بسبب دوره في التآمر على الحراك، والتعاون مع مخابرات الأسد، وزرع الفتنة بين أبناء المحافظة.
كما تم منع قوات الأسد من إقامة عدة حواجز داخل المنطقة، وأُحبطت العديد من عمليات الاعتقال لمعارضين من أبناء المحافظة، وتم إذلال السلطة وقواتها الأمنية في عدة حوادث.
لكن الناشطة السورية تلفت إلى أهمية “إعادة الحياة للعمل السياسي” خلال العام الفائت، وذلك “بعد أن كانت متوقفة منذ استلام آل الأسد للسلطة قبل ستين عاما تقريبا”.
ولفتت إلى “الانتقال من مرحلة العفوية بالعمل السياسي لمرحلة التنظيم.. وهذا ما شهدناه بتشكيل هيئة عامة للحراك وانبثاق اللجنة السياسية بشكل ديموقراطي افتقدته سوريا في العقود الخمسة الماضية”.
وأعاد الحراك الثوري في السويداء – وفقا للشاعر – الاهتمام بالقضية السورية في المحافل الدولية، و”أعطى الصورة الحقيقية للشعب السوري بأنه شعب محب للسلام و حضاري يريد الحياة”.
ما هو الأفق المنظور للحراك؟
تراهن سلطة الأسد على انطفاء جذوة الاحتجاجات مع مرور الزمن، عبر اتباع سياسة التجاهل، وإنكار الأمر الواقع، فيما يصر المتظاهرون على التزام السلمية.
وبينما يرى مراقبون أن نظاما بهذه التركيبة قد لا تنفع الاحتجاجات السلمية في الضغط عليه لاتخاذ خطوات نحو الحل، يؤكد ناشطو السويداء أن الابتعاد عن حمل السلاح هو خيارهم الإستراتيجي، رغم وجود عدة فصائل يقتصر دورها على ردع التجاوزات.
وتقول الشاعر إن “حراك السويداء السلمي شق طريقه وأعلن أنه لا عودة للوراء ولا تراجع حتى تحقيق كل ما انطلق من أجله، ولذلك فمن المتوقع لهذا الحراك أن يصبح نهجا ثوريا سياسيا”.
كما توقعت أن “يمتد على كامل الجغرافيا السورية حتى الالتقاء مع الشركاء بالوطن السوري لتحرير سوريا من سلطة الاستبداد وإعادتها لمسارها الصحيح ولنهجها الحضاري والوطني”.
يذكر أن السويداء انضمت إلى جانب حمص ودرعا في اتفاقية المناطق الثلاث، والتي تضمنت الاستمرار على المطالبة بالحل السياسي وفق القرارات الأممية، حيث لحق بالاتفاقية معارضون ونشطاء من مختلف المحافظات.