حلب اليوم – خاص
في مسعى لتحسين الوضع الأمني وتعزيز الاستقرار في محافظة دير الزور، أطلقت ثماني منظمات محلية مشروعاً يهدف إلى إنشاء لجان متخصصة في فض النزاعات العشائرية ونشر الوعي في المنطقة.
ويهدف المشروع وفقاً لمراسل حلب اليوم في دير الزور، إلى تقليل الاقتتال العشائري المتكرر، وتعزيز التماسك الاجتماعي في المحافظة.
وبحسب مراسلنا، فإن المنظمات المشاركة في المشروع هي (عطاء للتنمية، عودة، سامة، ديرنا، فراتنا، طيف، معاً لأجل دير الزور، والهندسية للخدمات).
وأوضح أن كل لجنة تتألف من 12 عضواً من وجهاء ومؤثرين محليين، منوّهاً أن جميع هذه اللجان ستعمل على حل النزاعات باستخدام أساليب متنوعة، تشمل (القوانين المدنية، الشريعة الإسلامية، والعرف العشائري)، بما يتناسب مع طبيعة كل قضية.
وأضاف أن جميع اللجان لا يزالون يتلقون التدريبات من قبل المنظمات المحلية على أساليب حل النزاعات وتعزيز التماسك المجتمعي، إذ تشمل التدريبات حول كيفية التعامل مع قضايا متنوعة مثل (الميراث، الطلاق، الديون، حوادث السير، القتل، والثأر، بالإضافة إلى القضايا الخدمية بين الأهالي ومؤسسات حكومية).
تأثير المبادرة على الاستقرار المستقبلي
يقول أحمد.ي، وهو مسؤول في منظمة “عودة”، إن لجان الحوار السلمي تعمل على تقديم حلول فعالة للنزاعات العشائرية عبر استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب القانونية، إذ نواجه تحديات كبيرة في تطبيق هذه الأساليب بشكل موحد، ولكن الجهود المبذولة لزيادة الوعي وتدريب أعضاء اللجان تُعد خطوة إيجابية نحو تحسين الوضع.
وأضاف: “نحن نركز على تقديم الدعم الكامل للجان وتعزيز قدراتها لضمان تحقيق نتائج فعالة في معالجة النزاعات”.
تقول فاطمة.ج، مسؤولة في منظمة “عطاء للتنمية”، إن مبادرة لجان الحوار السلمي تُعتبر خطوة حيوية نحو استعادة الاستقرار في محافظة دير الزور، مؤكدةً على أن توسيع نطاق هذه المبادرات يمكن أن يعزز من تماسك المجتمع، ويقلل من النزاعات العشائرية.
وأضافت: “نحن نعمل على توسيع نطاق المشروع ليشمل مناطق جديدة، ويستهدف جميع قضايا النزاع المحتملة، التي من المتوقع أن تسفر عن استقرار مستقبلي أفضل، ويعزز من قدرة المجتمع المحلي على حل مشكلاته بنفسه بطرق سلمية وفعالة.
تفاؤل
وعلى إثرها، أبدى عدد من المدنيين من عشائر دير الزور دعمهم لهذه المبادرات، وفي هذا الصدد، عبّر المدعو “أبو محمد” من بلدة “حطلة”، شرقي دير الزور، عن تفاؤله قائلاً لحلب اليوم: “لقد عانينا كثيراً من النزاعات والخلافات على مدار السنوات، على سبيل المثال، حدثت مؤخرًا مشكلات كبيرة بين عائلتين بسبب قضية ميراث، ليتطور هذا النزاع إلى اشتباكات دامية”.
وأوضح أن اللجان التي شُكِّلَت من قبل المنظمات المحلية تمنح الأمل في حل هذه المشاكل بطريقة سلمية وعادلة، إذ يأملون أن يُوَسَّع نطاق اللجان لتشمل مناطق أكثر، وتغطي المشكلات جميعها.
وتُعد الخلافات العشائرية وقضايا الثأر من العوامل الرئيسية التي تساهم في اندلاع الاقتتال العشائري، لا سيما في المناطق التي تسكنها القبائل العربية في الشرق السوري، إذ لا تتبع هذه القبائل تنظيمًا عسكريًا موحدًا أو زعامة مركزية، مما يؤدي إلى تكرار الخلافات العشائرية والعائلية في المنطقة.